عبدة النقيب/تاج عدن
حانت
ساعة الخلاص وأزفت الساعة فلا مجال اليوم
للحصار الإعلامي المضروب على ما يجري في
الجنوب العربي من جرائم يندى لها الجبين..
ولا
مجال اليوم لمسرحيات الوهم التي تحيكها
السلطات اليمنية ويلعب دورها حزب (حوشي)
اليمني
الهوى والهوية المتدثر برداء الحزب
الاشتراكي اليمني في التصدي لقضية الجنوب
على طريقة (العناق
حتى الموت). لقد
قال الشعب العربي في الجنوب كلمته وتهتكت
كل الأغطية وخرج الصوت عاليا مدويا مجلجلا
واسمع من به صمم لتصبح في لحظة تشبه انفجار
البركان حديث كل وسائل الإعلام التي يا
ما تجاهلت وغضت النظرعما يجري في الجنوب
لسنوات ليست قليلة لتصحو فجأة ودون سابق
إنذار وكأن مظاهرات شعب الجنوب السلمية
وحرب السلطة وقمعها
باستخدام الرصاص الحي
واعتقال النشطاء السياسيين الجنوبيين
أمر جد هذا الأسبوع فقط !!
اليوم
صارت قضية شعب الجنوب العربي المحتل حقيقة
ساطعة في وسائل الإعلام وفي الأجندة
السياسية وعلى الطاولة الساخنة لأنه
سيكون من الغباء تجاهل ما يجري خاصة وأن
نذر السقوط المدوي للنظام القبلي العسكري
الموغل في التخلف تشير إلى أن ذلك بات قاب
قوسين أو أدنى.
لكن
المؤشرات التي بدأت تطفو هنا وهناك في
وسائل الإعلام التابعة سلطات الجمهورية
العربية اليمنية وبعض وسائل الإعلام
الأخرى في محاولة لتشويه الحقيقة وإخفاء
نصفها تنبهنا إلى أن هناك شيئا ما يجري
في الخفاء يخطط لمشروع يتجاهل إرادة شعب
الجنوب وحقائق التاريخ.بدأت
بعض وسائل الإعلام تخلط بين نشاط تنظيم
القاعدة التي تدعمه السلطات اليمنية
لوجستيا وتتبنيه وتتداخل معه إلى حد
التماهي بعلم الجميع إقليميا ودوليا دون
استثناء وبين المقاومة الجنوبية السلمية
والمسلحة المشروعة في الدفاع عن النفس
ردا للاعتداءات التي تقوم بها قوات
الاحتلال اليمني في الجنوب.تردد
تلك الأوساط الإعلامية أيضا أن الحلول
المطلوبة تقضي بوقف العنف وإجراء الحوارات
بيين السلطات اليمنية والمقاومة الجنوبية
أو ما يرددوه على استحياء بالحراك الجنوبي
وإقحام اسم الحزب الاشتراكي اليمني وكأنه
هو الذي يقود هذا الحراك مؤكدين انه الشريك
الرئيس في الوحدة.هذه
المؤشرات تنبئ بأن هناك من يحاول وضع
الحلول والمخارج بجمع ممثلين لسلطات
الاحتلال اليمني من جهة والحزب الاشتراكي
اليمني إن أمكن مباشرة عبر ممثليه وإما
أو عبر الموالين له من الجنوبيين الذين
تم تفريخهم داخل ساحة الحراك في محاولة
لوأده من جهة ثانية.إنها
بداية الكارثة!!
لماذا
العرب يصنعون الكوارث ويرفضون الاعتراف
بها على طريقة غزو صدام حسين للكويت
و(البروبوجاندا)
البعثية
التي أصموا بها أذاننا لعدة سنوات عن
النصر المبين الذي حققوه على قوات التحالف
في حرب الخليج الثانية أو ما سموه بأم
المعارك؟ مأساة الجنوب العربي هي نتيجة
طبيعية لشطحات حركة القوميين العربية
السياسية التي تعسفت الواقع وفصلت بشكل
فض بين السياسة والاقتصاد..
بدأت
بشطب اسم وهوية شعب الجنوب العربي من قبل
حفنه من الحركيين العرب دون وضع أي اعتبار
للحقائق التاريخية وإرادة شعب الجنوب
المعني أولا وأخير بهويته واسمه وتاريخه
كان من نتائجها ضياع نصف قرن من الزمان
تاه فيه الجنوب ودفع فيها من الدم والجهد
والألم مالم يدفع أي شعب آخر في القرن
العشرين على مستوى العالم قاطبة لنعود
اليوم إلى المربع الأول إلى ذلك التاريخ
قبل الاستقلال عن بريطانيا بعقدين تقريبا
حين أنفجر الصراع بيين الحركيين العرب
والوطنيين الجنوبيين المتمسكين بهوية
وتاريخ الجنوب العربي الذي وصفوا حينها
بالانفصاليين وما أشبه الليلة بالبارحة.
تجاهل
العرب حقيقة أن الوحدة السلمية انتهت في
حرب ضروس بيين اليمن والجنوب العربي طرفي
الوحدة الغير شرعية دامت 77
يوما
في صيف 1994
وأفضت
إلى وقوع الجنوب العربي تحت الاحتلال
المباشر للنظام العسكري القبلي للجمهورية
العربية اليمنية استمرت معها أعمال
التنكيل لشعب الجنوب والطمس لهويته
وتاريخه بشكل لم يجرؤ على فعله أي استعمار
أوروبي من قبل في أي مكان.اليوم
أيضا ندعو الأخوة العرب إلى التعاطي مع
الواقع كما هو لا كما يريدوه فقد يفضي
تجاهل الحقيقة إلى إيجاد ثغرة في جسد
الأمة العربية النازف تكون مدعاة لتدخل
القوى الدولية التي تجوب أساطيلها خليج
عدن وحينها يكون قد فات الأوان أن لم يكن
قد فات بعد. هكذا
ندعو العقلاء في الأمة وندعو الأخوة جيران
الجنوب المعنيين أكثر من غيرهم لما يشكل
الجنوب من أهمية قصوى لأمنهم بأن يسارعوا
للوقوف إلى جانب شعب الجنوب في نضاله من
اجل استعادة حقوقه المسلوبة وحريته
واستقلاله.
لم
يعد مطلب شعب الجنوب اليوم حقوقي أو إصلاح
للسلطة والقضاء على الفساد كما يصوره
البعض بل أن الشعب قد توصل إلى اليقين بعد
19
عشر
عاما من التراجع والتدهور والانهيار هو
عمر ما يسمى بالوحدة بأن الموحدة غير قد
انتهت وغير ممكن قيامها وان مشروع الوحدة
بني على خطأ وقاد لكارثة أضرت أيما ضر
بمصالح شعبينا وبلدينا الشقيقين في الجنوب
العربي واليمن. أما
وان مقاومة شعب الجنوب الشاملة للاحتلال
اليمني وكفاحه من أجل الاستقلال قد أصبح
حقيقة واقعه فإن أي حلول تتجاهل هذه
المعطيات فإنها لن تحل المشكلة بل ستعقدها
وتزيد من الآثار الكارثية لها.لقد
قال الشعب كلمته وخرج إلى الشارع يتحدى
الرصاص بصدور عارية ويحمل مشروعا واضحا
يدعو إلى استقلال الجنوب العربي.
هذا
الشارع أو هذه الثورة صنعت قادة أشداء
بعيدا عن قادة الهزيمة يحملون هم هذه
الشعب ويلتحمون معه يمتلكون مشروعية
تمثيله والتعاطي مع قضاياه.
أن
الحوار الناجح الذي سيفضي إلى حل جذري
للمشكلة لابد من أن ينطلق للبحث في الجذور
الأساسية لها ويستند إلى المعطيات والوقائع
الملموسة.
فالوحدة
إلى تحولت إلى احتلال بفعل السياسة
الأيديولوجية الخاطئة للحزب الاشتراكي
اليمني مهدت لإعلان وحدة تفتقد لأبسط
الأسس العقلانية والموضوعية غلب عليها
الطابع السياسي الشوفيني المقدس وتجاهلت
كل العوامل الأخرى وهو ما قاد إلى نكبه
نعيشها اليوم بشكل حقيقي.
لقد
تجاهل الحزب الاشتراكي اليمني بفعل سيطرة
العناصر الحركية عليه إرادة شعب الجنوب
في الاستفتاء على تغير أسم الدولة من
الجنوب العربي إلى جمهورية اليمن وتجاهل
إرادة شعب الجنوب وحقه أيضا في الاستفتاء
على إلغاء هذه الدولة وتذويبها في كيان
آخر وهو الجمهورية العربية اليمنية. اليوم
لن نسمح لنفس الأخطاء بأن تتكرر فإن أي
حل للقضية الجنوبية عليه أن يبنى على
الأسس التالية:
*أن
من صنع هذه الكارثة التي أصابت الجنوب هو
الحزب الاشتراكي اليمني وهو لا يمثل
الجنوب بأي حال من الأحوال فقد خرجت منه
العناصر الجنوبية والتحمت بالشارع الجنوبي
في مسيرة الكفاح من اجل الاستقلال وصار
الحزب الاشتراكي اليمني أداة من أدواة
السلطة موجه للتصدي لنضال شعب الجنوب.*أن
أي حوار مع سلطات الاحتلال يجب أن يستند
إلى برنامج الثورة الشعبية والإجماع
الوطني الجنوبي الذي حدد بوضوح أهدافه
في التخلص من الاحتلال اليمني وتحقيق
الاستقلال.*أن
من يقودون النضال الميداني في مواجهة
الاحتلال هم المخولون فقط في الحوار مع
سلطات الاحتلال وان ليس من حق أي حزب أو
أفراد منح أنفسهم حق الوصاية على الجنوب
وتقرير مصيره تحت أي مبرر.
*أن
أي حوار يجب أن يتم برعاية أطراف إقليمية
ودولية وأن لا تصبح نتائج الحوار ملزمة
ألا بعد أن يتم المصادقة عليها وإقرارها
من قبل الشعب في الجنوب.*
أن
على من ينتدب للحوار أن يحدد بشكل قاطع
موقفه من الاحتلال اليمني الذي سموه
بالوحدة ومن الأحزاب السياسية اليمنية
التي تنضوي في إطار المنظومة السياسية
للاحتلال اليمني وأن يكون ممثلا لمكونات
الثورة الجنوبية ملتزما ببرنامجها السياسي
المؤيد من قبل الشعب. بهذا
نستطيع أن ننطلق بثقة نحو إيجاد حلول
جذرية للمشكلة تقود إلى وقف التدهور
والتداعيات الخطيرة لحدوث كارثة تهدد
الآمن والسلام في المنطقة كلها تتضرر
معها المصالح الدولية بشكل مباشر وغير
مباشر.
*مسئول
دائرة الإعلام في التجمع الديمقراطي
الجنوبي (تاج)الجنوب
العربي
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق