فجر الجنوب متابعات\ الخبر خاص
كشف دبلوماسي غربي رفيع في صنعاء أن اليمن وفقاً للوثيقة الموقعة لحل القضية الجنوبية تتجه نحو فصل جنوب اليمن عن شماله, إضافة إلى معطيات فشل حكومة الوفاق في تحقيق أي تقدم نحو إعادة تعزيز ثقة الجنوبيين بالحكومة أو بالمركز للدولة في صنعاء..
وأكد الدبلوماسي الرفيع في اجتماع مع قيادات سياسية أمس الأول ـ في سياق حديثه حسب ما نقلته مصادر في رئاسة الحوار الوطني ـ أن الأحداث المتسارعة في الجنوب أفقدت الدولة سيطرتها على غالبية مناطق المحافظات الجنوبية وأن الاحتجاجات والمواجهات باتت تتجه نحو فرض عملية سياسية مختلفة عن التي يتحدث عنها المتحاورون في موفمبيك.. وأن هذا الانحراف الذي بدا ظاهراً في العملية السياسية المتزامنة مع توقيع وثيقة الضمانات والخاصة بحلول القضية الجنوبية.. وفقاً لبنودها المعلنة.. فأنها تكون قد سهلت مهمة قوى الحراك المطالبة بالانفصال أو لفك الارتباط واستعادة الدولة.. وأن هذا التوجه وفقاً للدبلوماسي الغربي يحظى بتأييد ودعم مسئولين كبار في رئاسة الجمهورية والحكومة وخاصة وزارة الدفاع, إضافة إلى غالبية السياسيين الجنوبيين المتواجدين في صنعاء والمشاركين في العملية السياسية, مستدلاً في حديثه وفقاً لما نقلته مصادر موثوقة لـ “أخبار اليوم”.. بتصريحات قيادات سياسية مشاركة في رئاسة الحوار الوطني كانت حاضرة في الاجتماع الذي ضم الدبلوماسي الغربي والشخصيات السياسية المشاركة في الحوار..
وذكرت مصادر “أخبار اليوم” أن الدبلوماسي الغربي أوضح للحاضرين بأن الجنوب وفقاً لتقارير استخباراتية يتجه للسقوط من تحت سيطرة الدولة.. وأن الحراك الجنوبي التابع للبيض بدأ يسيطر على مراكز مدن استراتيجية خاصة في حضرموت ومناطق النفط الأخرى وأن تلك السيطرة التي يحققها حراك البيض والمجموعات المسلحة الأخرى تحضا تلك الإنجازات على الأرض بدعم سياسي تقدمه أطراف جنوبيه قوية في السلطة وفاعلين في الحوار الوطني, مؤكداً في ختام حديثه أن الوثيقة التي وُقعت مؤخراً تمثل إنجازاً كبيراً على المستويين السياسي والدولي للجنوبيين المطالبين باستعادة دولتهم.. وكذلك غياب المشروع الوطني لهادي وحكومته سهل عملية اسقاط مناطق واسعه في الجنوب بيد الحراك التابع للبيض ،غير أنه أوضح أن حدوث ذلك مازال أمامه عقبات كبيرة أبرزها عدم التفاف الجنوبيين حول قيادة موحدة..
إلى ذلك وفي نفس السياق أكدت مصادر قيادية في السلطة المحلية بحضرموت أن غالبية مديريات المحافظة في الساحل والوادي قد خرجت عن سيطرة الدولة.. وأن المجموعات المسلحة التابعة للحراك أو التابعة للقبائل هي التي تسيطر عليها.. واصفاً وجود الجيش والأمن في المحافظة بأنه أصبح يمثل عبئاً على السلطة بسبب إضعافها من قبل السلطة المركزية ومحاصرتها من قبل السياسيين والأحزاب في صنعاء أو في المحافظة.. وأكدت المصادر القيادية في السلطة المحلية بحضرموت أن غالبية أحداث الفوضى أو الشغب التي تعرضت لها المحافظة تتلقى دعماً من قيادات كبيرة في الحكومة والرئاسة, وأخرى تحظى بدعم من قيادات في وزارة الدفاع.. وأن تلك التدخلات أدت إلى إفشال السلطة المحلية في تنفيذ خططها الأمنية والتنموية والاقتصادية.. وحول إمكانية سقوط حضرموت بالكامل في أيدي الحراك المسلح التابع للبيض أو المجموعات المسلحة الأخرى, كشف المصدر أن السقوط الكلي لحضرموت بأيدي الحراك المسلح المدعوم من البيض والمجموعات المسلحة القبلية الأخرى مرهون بنجاح الوساطة التي تقودها إحدى الدول الشقيقة للتوفيق بين حراك البيض والقبائل في المحافظة.. متوقعاً أن تتمكن الدولة الشقيقة من النجاح في مساعيها للتوفيق بين حراك البيض وحلف قبائل حضرموت.
وحول وصول الأوضاع في حضرموت والمحافظات الجنوبية بشكلٍ عام إلى هذه المرحلة, حملت المصادر القيادية في السلطة المحلية رئاسة الجمهورية والحكومة المسئولية وذلك جراء فشلهم في تحقيق أي إنجازات من شأنها أن تخفف معاناة المواطنين الاقتصادية وإعادة حقوقهم المطلبية بآلية شفافة ملموسة تعكس لدى المواطن الشعور بالأمل, معتبراً بأن أهم إنجاز تحقق للرئاسة والحكومة هو حوار موفمبيك الذي بات اليوم يمثل أكثر تهديداً لوحدة اليمن وأمنه واستقراره.
إلى ذلك وفي نفس السياق جدد الحزب الناصري رفضه لوثيقة حلول القضية الجنوبية الموقعة يوم امس في تصريح للأستاذ محمد الصبري نقلته قناة الجزيرة وكذلك جدد المؤتمر الشعبي رفضه لها. ومن جانبها رفضت هيئة علماء اليمن الوثيقة, معتبرةً ما ورد فيها بانه مخالف للشريعة ويمثل تهديداً لوحدة اليمن في بيان اُعلن عنه امس الأول. كما تتواصل ردود الأفعال الرافضة للوثيقة من مختلف القوى السياسية والمدنية والنقابية.. وأعلن الحزب الاشتراكي عن قبوله بالوثيقة وتراجعه عن رفضها بعد ان تم تلبية مطلبه بإدراج مشروع الدولة الاتحادية من إقليمين في الوثيقة لعرضها على مؤتمر الحوار الوطني المنعقد حالياً..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق