منذُ سقوط علي عبدالله صالح الجزئي في مآ سُميت بثورة الشباب واستلام الحكم
من قبل الحكام القدامى الجدد والشارع الجنوبي مازال يسمع تلك النغمة المزعجة التي بداءها
السياسيين وأنشدها المثقفين واستساغها الشارع في الشمال ظنا منهم انها ستكون بمثابة
ملاذاُ أمناٌ لْمُحَاجَّجةِ شعب الجنوب في مشروعة لاستعادة دولته.
تلك النغمة التي بات أهل الشمال يتغنون فيها حتى أصّمت الأحياء قبل الأموات
ولو سمعها إخوتنا في فلسطين لظنوا أن القدس قد تحرر ,إخواننا في الشمال يظنون للأسف
الشديد أنهم من خلال ترديد هذه النغمة سيُخرسون أفواه الجنوبيين ويقيمون عليهم الحُجة
ولن يبقى سبب واحد لديهم للمطالبة بفك الارتباط واستعادة دولتهم, ولكنهم لا يعلمون
أنهم بتلك الأقوال يُثيرون حنق الجنوبيين أكثر ويعززون حالة الاحتقان ممّا يؤدي الى
أتساع الهوة بين الشعبيين .
عند الكلام مع أيّ أحد من أبناء الشمال حتى لو كان من البسطاء يبدا تلقائيا
بالعزف على تلك النغمة ويقول لك: ماذا تريدون أيها الجنوبيين بعد؟ أَلَا يكفي أن يكون
الرئيس جنوبياٌ!! أَلَا يكفي انّ يكون من بيدية أمور الجيش جنوبياٌ!!, أَلَا يكفي أنّ
يكون رئيس الوزراء من الجنوب!!!!! وطبعا هذا منطق عقيم ,فمن الخطأ حصر قضّية شعب ودولة
كانت الى أَمَدًا قريب قائمة بحد ذاتها في أشخاص أو أفراد أو حتى منظمات هذا أنّ أردنا
تقييم الأمور بالشكل الصحيح.
المواطن في الشمال يعرف حقيقة المعرفة أن الجنوبيون اليوم لا يحكمون حتى
وأنّ صُوروا خلافاُ لذلك, وما حدث في العاميين الماضيين وهي مدة الفترة الانتقالية
الى يومنا كأدنى تقدير لخيرُ دليل على ذلك, فالاعتقالات في الجنوب مازالت مستمرة والقتل
للنشطاء السياسيين مازال مستمر والتهجير القصري مازال ايضا مستمر, فمن يحكم من؟؟!!
المواطن في الشمال يعرف أيضا أن تلك الوجوه شاركت علي عبدالله صالح في الحرب على الجنوب
وظلت صامتة لمدة 19 عام تجاه ما حصل في الجنوب ولم تنطق بحرف واحد ,فالسيد عبدربه منصور
الرئيس الحالي كان آنذاك وزيرا للدفاع في الجيش الشمالي ومن ثّم نائبا لعلي صالح لمدة
تزيد عن ثمانية عشر عام , ووزير الدفاع الحالي السيد محمد ناصر احمد كان ايضا نائب
مدير دائرة الإمداد والتموين في الشمال, وكذلك السيد محمد سالم باسندوة الذي شغل منصب
وزير الخارجية في الدولة وتنقل بين عواصم العالم لتبرير الاجتياح على الجنوب ومعا ذلك
نجدهم يأبون الا أنّ يعزفوا تلك النغمة ليصموا بها أذاننا .
مشكلة اخوتنا في الشمال التبعية في كل شيء حتى في المسائل التي تتطلب أن
نقف عندها لنفكر بها مليا فتراهم مغيبون عن الواقع إراديا, فهذا يتبع شيخا ويتعصب لراية
وهذا يتبع قائداٌ عسكريا وهذا يتبع رجل ملتحيا يتخذ من الدين وسيلة للوصول لأهدافه.
الشماليون اليوم وخاصة الإعلاميين منهم للأسف الشديد تفرغوا لمجابهة الجنوبيين اكثر
من محاولتهم إصلاح مآ تم إفساده خلال التسعة عشر سنة الماضية ,فنراهم على كثير من الصحف
وعلى قنوات التلفاز يرددون نفس النغمة ويملؤون الدنيا صراخا ونعيقا, وليس آخرهم زعيم
ما يُسمى الحراك الشمالي المزعوم المدعو عبد الوهاب طواف ، الذي ادعى زورا وبهتانا
في صورة هي الأبشع في قلب الحقائق وتحريف الوقائع واستغباء للعقول عندما قال أن الجنوبيين
هم من احتلوا الشمال وليس العكس .!!!!
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق