بمناسبة الذكرى الثامنة عشر لحرب احتلال الجنوب فيلم وثائقي لحرب أحتلال الجنوب العربي من قبل الجمهورية العربية اليمنية [الفيديو في الاسفل]
فجر الجنوب\صوت الجنوب نيوز/تاج عدن/
الدكتور/عبدالله أحمد بن أحمد/
بعض أسرار الوحدة والحرب للنظام اليمني الشمالي في تعامله مع الجنوب
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً } الأحزاب صدق الله
العظيم
في البداية لموضوعي الحساس هذا حول حرب احتلال الجنوب في صيف 1994م عليا القول بأنني قد كنت بدأت في تجميع بعض المراجع والمعلومات لكتابة كتاب عن الحرب وبعد تفكير عميق لما أجنية من إصدار مثل هذا الكتاب توصلت إلى فكرت التأني كون الظروف لا تساعد بسرد الحقائق وكشف الأسرار وخفايا الحرب كما جرت على الواقع لا كما يريد لها المنتصر أن تكتب وهذا ما سوف أقوم به لو كنت توليت كتابة مثل هذا الكتاب والذي يجب أن يعطي للحرب تقييماً حقيقياً سلباً وإيجابا وإبراز النجاحات والإخفاقات والجهات والأشخاص المسئولين عنها وإن مأتم كتابته إلى الآن عن الحرب هي بالغالب تعكس وجهة النظر لهذا الطرف أو ذاك وخاصة الطرف المعتدي والمنتصر في الحرب فلم أجد إلى الآن من الكتابات التي أطلعة عليها كتابات محايدة تستطيع أن تقيم ما حدث بالضبط على أرض الواقع دون ترك أي من الأسرار والخفايا والحقائق وأعتقد أنه سوف يأتي فيه اليوم الذي يتمكن أحد أو عدد من المؤرخين والباحثين أن يكتب أو يكتبوا عن هذه الحرب بكل تجرد وحيادية ودون أن يتحسس منها أحد تعكس أسرار وخفايا وسلبيات وإيجابيات الحرب والمسئولين عنها من الناحية السياسية والعسكرية والأخلاقية كما جرت على الواقع ومرتكبي جرام الحرب فيها.
لهذا فأنا لا
أستطيع أن أتعمق أو أن أدخل في هذه العجالة في بعض الحقائق والأسرار والخفايا
والذي لم تكن الظروف مهيأة لها الآن ولا المجال يسمح بذلك ولكن سوف أشير إلى ما
أراء ضرورة الإشارة إليه في موضوعي القصير هذا وفي هذه الظروف وفي هذه المناسبة
الثالثة عشر لحرب احتلال الجنوب وأشرح أحد أهم أسرارها وخفاياها والذي كان
الدافع من خلف السير للوحدة وشن الحرب من طرف النظام اليمني الشمالي بقيادة
الرئيس علي عبدالله صالح .كلنا يعرف التفوق الحديث والعصري لنظام وسلطة الدولة والقوات المسلحة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على النظام وسلطة الدولة والقوات المسلحة في الجمهورية العربية اليمنية ويعود هذا الإرث بالأساس إلى الموروث التاريخي ونشأت كل من هما وما ورث من قبل كل من هما وطبيعة النشأة والتطور وكذلك موقف من يدير شئون النظاميين والدولتين والشعبين الشقيقين الجارين ومدى موقفيهما من هذا البناء وعلى أي أساس يسير وباتجاه أي من عجلة التطور يتم قيادته وتوجيهه ويبدو لي وكما كان على الواقع الملموس والمعاش أن هناك فروق كبيرة بين هما وبين تفكير من يقود النظامين وهذا الفرق وجد في شكل النظام والدولة وفي من أداراهما في ذلك الوقت , ففي الجنوب هناك موروث تاريخي عظيم من الحقبة البريطانية والأمارات والمشيخات والسلطنات وبذات حكومة اتحاد الجنوب العربي وحكومة عدن الذي عرفة المدنية والنظام والقانون وعرفت الدستور والصحافة الحرة ومنها صحيفة الأيام العدنية الذي أسسها عميد الصحافة الأستاذ/ محمد علي باشرا حيل رحمه الله في 1958م وصحيفة المصير وغيرها والتعددية الحزبية وكانت عدن مركز سياسي وثقافي واقتصادي وأعلامي مهم في الوطن العربي وملجآ الأحرار وتمتعت عدن بالمجلس التشريعي والعمل الديمقراطي والبرلماني من مطلع القرن الماضي بني على أساسها جهاز أداري متين وعصري للدولة في الجنوب مكن في وجود نظام ودوله حديثة وعصرية في مختلف المراحل وقائمة على أساس النظام والقانون وسائرة في طريق التطور العصري وبنت قوات مسلحة ذات مستوى قتالي رفيع ومعنوية عالية ومن بين أقوى القوات العسكرية في المنطقة ولولا ما حدث لها في 13يناير من انقسام لبقة دوماً قوة لا تقهر ولا تهزم لامتلاكها قادة رفيعي الشأن في التأهيل وفنون الأعمال القتالية ذوو أخلاق ومعارف قتالية – عسكرية وسياسية رفيعة على حد سواء ورجال دولة وعلوم واقتصاد واجتماع وسياسة وفي كل المجالات بما فيها الدور الرفيع التي احتلته المر أه الجنوبية فكانت من أقدم من تبوأ المناصب في المنطقة في إدارة شئون الدولة والمجتمع بما في ذلك القضاء والحقوق الرفيعة التي كانت تتمتع بها وما يدل أيضا على وجود ألدوله العصرية في الجنوب هو أن عملتها الدينار كان يساوي 3 دولار أمريكي عند الدخول في المرحلة الانتقالية للوحدة 22مايو1990م وبالعكس في اليمن الشمالي فإن الواقع يبين أن لا وجود كان لسلطة الدولة ولا سيادة للنظام والقانون والكارثة أن من يقع على قمة هرم النظام والدولة ليس لدية النية ولا يجد لديه مشروع في بناء الدولة على الأساس العصري والحديث بل يقودها بأساليب القرون الوسطي وهو من ينصح السكان حتى إلى يومنا هذا ليس إلى اللجوء للمحاكم والقضاء بل إلى الأعراف والاحتكام للحلول المتبعة ما قبل ظهور الدولة ومنها الديات وعقر (ذبح الأبقار) حتى على أبواب السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية ويقوم المجتمع والدولة على أساس الأعراف والتقاليد القبلية وكذا الموروثة من العثمانيين يكون القوي قبليا ومالياً هو صاحب النفوذ وفوق القانون والدولة والشعب والجميع يسبحون بحمده.هذا التناقض بين النظامين الجارين والدولتين الشقيقتين كان أحد الأسباب في توتر الوضع على حدود البلدين والعلاقة بين الدولتين لاختلاف الرؤى في معالجة كل ما يطرأ الأمر الذي شهدت العلاقة والحدود توترات وشهدت مناطق الحدود بين البلدين اشتباكاة مسلحة ودعم كل طرف المناوئين للطرف الآخر وأسكنهم عنده ومد لهم الدعم المادي والمعنوي بما في ذلك الدعم العسكري وكان أهمها على الإطلاق هو حربين بين الشعبين الشقيقين والدولتين الجارتين كان أحدها في عام 1972م والآخر في عهد الرئيس علي عبدالله صالح في عام 1979 وقد استطاع الجيش الجنوبي وخلال فترة وجيزة جداً أن يصل إلى أعماق أراضي الجمهورية العربية اليمنية مما لحق بالجيش والنظام في الجمهورية العربية اليمنية شتاء ويلات الهزيمة والعار كما يطلقونه هم على أنفسهم .ولولا التدخل الدولي والعربي حينها الضاغط عل نظام ودولة الجنوب وتهديد البعض بالتدخل لصالح النظام في الجمهورية العربية اليمنية لكان وصل الجيش الجنوبي صنعاء وساعد قوى المعارضة في الجمهورية العربية اليمنية على إسقاط النظام وقيام نظام وطني خاص بهم كما عملة إثيوبيا بالصومال في الأشهر القليلة الماضية ولو كان تم ذلك لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم وجنب البلاد حمامات الدم الذي يسفكها النظام من المناطق الوسطي إلى الناصريين وحرب احتلال الجنوب وصعدة وسفك الدماء والمعارك ستضل مستمرة طالما استمر بقاء هذا النظام الدموي على قمة السلطة ولا نعرف على من سيأتي الدور بعد صعدة في المرحلة القادمة مع العلم أنه ليس الضغط العربي والدولي الذي حد من زحف الجيش في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية باتجاه صنعاء هو العامل الأساسي ولكن هو عدم وجود نية ورغبة للقيادة الجنوبية في إسقاط النظام بالحرب ولكن فقط كانت تريد تأديبه وتوقيفه عند حدة وتكسير شوكته ليتمكن من معرفة حجمه الحقيقي وعدم التطاول على الدول ألمجاوره ومن بينها جارته دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .هذه الحربين الذي تجرع فيها النظام اليمني الشمالي وجيشه ورئيسة حينها علي عبدالله صالح عار الهزيمة في الأعوام 1972 و1979م ولدت لديهم الغبن والرغبة الحقيقية والأكيدة لدى الجيش اليمني والنظام بقيادة علي عبدالله صالح للانتقام من الجنوب في أي زمان ومكان وبأي طريقة و وسيلة لمحو العار والثأر وإعادة الاعتبار من وجهت نظرهم وهي السبب الحقيقي والسر الواقعي من هرولة الرئيس علي عبدالله صالح باتجاه الوحدة وما إلقائه خطاب إعلان الحرب على الجنوب في 27 ابرل1994م في حفل جماهيري في ميدان السبعين بصنعاء وشن حرب احتلال الجنوب صيف 1994م وتدمير الجنوب واحتلاله الأخير دليل على ذلك .لقد اعتبر الرئيس علي عبدالله صالح و نظامه أن الجنوب والنظام فيه والجيش الجنوبي قد ألحق بهم في أعوام 1972و1979م عاراً ولهم ثأر يجب محوه وأقسموا على أنفسهم في ضرورة محو العار ماحيوا أو ماداموا على قيد الحياة وقد كتبوا اللافتات في مكاتبهم وفوق رأس كل قائد منهم وبالذات القادة العسكريين هذا الشعار((( محو العار واجب مقدس وفرض عين))).
كما لاحظنا أعلاه بأن
الرئيس علي عبدالله صالح قد أقسم أن لا يهدأ له بال حتى يمحوا العار ويثأر من
الجنوب وجيشه ونظامه وإعادة الاعتبار لنظامه وجيشه ولنفسه أولاً وأخيرا وهذا هو
السر من السير لما يسمى بالوحدة وشن الحرب على الجنوب ولتحقيق ذلك فقد عملوا على
مختلف الاتجاهات للوصول السهل لهدف الانتقام وكلما كانوا يحاولون الدخول في
حرب مع الجنوب ودولته وجيشه قبل 22مايو1990م وكلنا تابعنا التوتر الذي شهدته حدود
البلدين في شبوة وحريب ومأرب على وادي جنه تراجعوا إلى الخلف خوفاً من هزيمة
جديدة وعار جديد لاشك وأنه كان بانتظارهم على أطراف شبوة هذه المرة لو دخلوا
بمغامرة الحرب حينها وهو بحكم المؤكد سوف يلقنهم إياه الجيش ونظام الجنوب وشعب
الجنوب و قواته المسلحة والذي كانت تتمتع بتفوق قتالي ومعنوي كبير وروح قتالية
رفيعة المستوى لا تتمتع بها القوات الشمالية ولا القادة السياسيين والعسكريين حينها
وليس لهم القدرة في مواجهة الجنوب في خوض حرب حديثة في ذلك
الوقت.
لعدم قدرتهم على
المواجهة استخدموا الحيل والخداع والمؤامرات للوصول إلى هدفهم في الانتقام
مستخدمين الأخوّة والوحدة جسر للوصول لهدفهم في الانتقام ومحو العار وإعادة
الاعتبار بأساليب تأمريه خسيسة وخبيثة .
استغلوا اندفاع
القيادة الجنوبية وفي مقدمتهم الرئيس علي سالم البيض للوحدة و جروا لها جرياً ليس
بنية مخلصة لها بل بهدف إيصال الجنوب والجنوبيين إلى الفخ المنتظر والمنصوب لهم
وكان كل ما يطرح من قبل الجانب الجنوبي يتم الموافقة عليه وتلبيته بهدف استدراجهم
لفخ الوحدة بعدها سيتم تغيير كل شيء بالتدريج بحكم أنهم الأكثرية السكانية و أرض
الدولة وقيادتها مدينة صنعاء عاصمة دولتهم وموقع أجهزتهم وهذا ما حصل على الواقع
فيما بعد و هكذا وبدون استفتاء الشعبين على الوحدة وبقرار مركزي تم الإعلان عن
الدخول في المرحلة الانتقالية لما يسمى بالوحدة في
22مايو1990م.
إن الإعلان عن
الدخول في المرحلة الانتقالية للوحدة في 22مايو1990م لم يكون هو تحقيق الوحدة
الاندماجية أصلاً حسب ما يروجوا له و إنما فقط الإعلان عن الدخول في المرحلة
الانتقالية لما يسمى بالوحدة ومدتها سنتان ونصف بعدها يتم إجراء الانتخابات
العامة يتم بعدها تحقيق الوحدة الاندماجية بين الدولتين والشعبين إذا سارت الأمور
على ما يرام وهذا ما لم يحدث ولو كانوا يريدون الوحدة الحقيقية مع الجنوبيين
لاستغلوا الظرف و الدخول في المرحلة الانتقالية وبنوا دولتها ونظامها هم والجنوبيين
طوبه طوبه و لو كانت الآن من بين الدول ذات المكانة الرفيعة والقوية و لكان لا يوجد
فيها أحد لا غالب و لا مغلوب سواء كان في الجنوب أو
الشمال ولكن لم يكن هم القيادة الشمالية و في مقدمتهم الرئيس علي عبدالله
صالح بناء دولة و لا وحدة وهمهم الوحيد و الأوحد هو الانتقام و محو العار و إعادة
الاعتبار لهم بما أوقعه بهم الجنوب في سبعينيات القرن الماضي حيث أن الفرصة
هذه المرة سانحة لأن كل شيء قد أصبح تحت يدهم و في متناولهم وتحت سيطرتهم ورحمتهم
كون القيادة الجنوبية قد أتتهم وسلمت دولة وشعب ومصير أمة و أتوا إلى صنعاء عاصمة
الشمال تاركين شعبهم وأجهزة دولتهم ورائهم وسلموهم الدولة الجنوبية والجنوب على طبق
من ذهب دون استفتاء شعب الجنوب ودون إشراك لا عربي ولا دولي ودون ضمانات على ما تم
الاتفاق عليه علماً أن قيادة النظام اليمني الشمالي لا عهد و لا ميثاق لها كما
أثبتتها الوقائع و الأحداث واتجهوا كأفراد يعملون من داخل أجهزة الجمهورية العربية
اليمنية بحكم أن العاصمة صنعاء عاصمة الدولة الجديدة و تحولت هذه الأجهزة بشكل
أوتوماتيكي إلى أجهزة دولة الوحدة دون بناء أجهزة الدولة الجديدة المتفق عليها من
أجهزة الدولتين وفرض على الجنوبيين الأمر الواقع و القبول به بعد أن وقعت الفريسة
بمخالب المفترس.
وهكذا وبكل هدوء بدأو في تنفيذ مخططهم الانتقامي وبلباس الشرعيّة و الوحدة
هذه المرة وبدلاً أن يستغلوا المرحلة الانتقالية لبناء دولة الوحدة وتسخير كل
الإمكانيات والجهود لبنائها اتجهوا جنوباً وعادوا إلى الوراء إلى الأعوام 1972-
1979م لتصفية الحساب مع الجنوب دون أن يحس الجنوبيين في البداية بذلك ومن بين ما
أقدموا عليه للوصول إلى هدفهم في الانتقام هو تحويل ألمرحله الانتقالية - إلى
مرحلة انتقامية من الجنوب والجنوبيين - وندلل ذلك فيما
يلي:
اولاً: لم يسمحوا في تموضع و تمركز الوحدات من القوات الجنوبية في العاصمة صنعاء حسب الاتفاقات قبل إعلان 22 مايو1990م و إنما حولوها إلى مواقع متفرقة داخل عمق أراضي الشمال و بعيدة عن صنعاء و لا تشكل خطراً على العاصمة و حولوا صنعاء من جانبهم و المدن الرئيسية الأخرى إلى ثكنة عسكرية لوحداتهم العسكرية الفعالة كما وضعوا وحداتهم العسكرية في الجنوب و في عدن في مواقع محاصرة لمدينة عدن عاصمة الجنوب ومنها مدخلها الشرقي و الغربي وقطعوا بها الدخول إلى عدن و نجدتها من المناطق الجنوبية و هذا ما حدث في حرب احتلال الجنوب 1994م. حيث تم وضع الوحدات العسكرية التي أرسلت من الشمال للجنوب أثناء المرحلة ((الانتقامية )) الانتقالية لما يسمى بالوحدة في مواقع استراتيجية هامة طوقت بها مدينة عدن عاصمة الجنوب لأهداف عدوانية ومحسوبة مسبقاً بغرض السيطرة عليها وقطع الإمدادات إليها عندما يحين الوقت لذلك وهذا ما تكشف في حربهم ضد الجنوب عام 1994 وقد وضعت الوحدات العسكرية في الجنوب حسب الآتي: - وضع اللواء الثاني مدرع في منطقة العند وعلى مدخل عدن الغربي بهدف قطع الطريق عن محافظة لحج إلى عدن. - وضع لواء العمالقة الذي وصل تعداده في الحرب إلى 14 كتيبة معززة في مدينة أبين وقد قطع المدخل الشرقي إلى مدينة عدن وعزل المحافظات الجنوبية الأخرى عن عدن وهي : المهرة , حضرموت , شبوة , وأبين وقد نفذت هذه الوحدات المهمة في فصل وعزل مدينة عدن عاصمة الجنوب عن المحافظات الجنوبية الأخرى في حرب الاحتلال عام 1994 وشكلت الخط الأول للقوات الرئيسية التي هاجمت عدن والجنوب من الشمال في الوقت الذي تم فيه تغيير مواقع تمركز وتموضع القوات الجنوبية التي أرسلت من الجنوب إلى الشمال حسب الاتفاق وقد كان متفق على تمركزها حسب الآتي: اللواء الثالث مدرع في معسكر الفرقة الأولى مدرع شمال غرب صنعاء، اللواء الخامس مظلات في معسكر الصباحة غرب صنعاء، اللواء الأول مدفعية في الحفاء جنوب شرق صنعاء،اللواء باصهيب ميكانيكي في معسكر الحرس الجمهوري جنوب غرب صنعاء و اللواء14 مشاة في معسكر جبل الصمع شمال صنعاء وهذا ما تم الاتفاق علية بين الطرفين ونفاجأ بعد انتقال القوات الجنوبية إلى الشمال بتغيير مواقع تمركزها من مواقع في صنعاء وحول صنعاء إلى مواقع جديدة حسب الأتي: اللواء الثالث مدرع في عمران،لواء باصهيب في ذمار ،لواء14في جبل الصمع،اللواء الأول مدفعية في يريم واللواء الخامس مظلات في خولان وفي عمق المناطق الشمالية وبعيدة عن العاصمة صنعاء وموزعة في مواقع متباعدة ومطوقة بقوات شمالية نظامية وقبلية مضاعفة لها مما سهل تدميرها في حرب الاحتلال صيف 94م وهذا يدل على النية لدى قيادة نظام اليمن الشمالي في التحضير المسبق لشن الحرب الانتقامية ضد الجنوب ثانياً: البدء في التصفيات الجسدية لقيادات و كوادر الجنوب بدءاً بمقتل الشهيد المهندس الحريبي و كذلك 155 قائد و كادر جنوبي و محاولة القتل العمد لعدد من القادة و الكوادر الجنوبية و التي كانت العاصمة صنعاء مسرحها الأساسي و من بينهم عضو مجلس الرئاسة سالم صالح محمد ورئيس مجلس النواب الدكتور ياسين سعيد نعمان و رئيس مجلس الوزراء المهندس حيدر أبوبكر العطاس بما فيها القتل الجماعي العمد الذي تعرضت له أنا مع جميع أفراد أسرتي في الفيلة التي كنت أسكنها في العاصمة صنعاء حي الأصبحي 15 فبراير 1992م الساعة الثامنة و عشر دقائق و آخرين كثر. ثالثاً: عدم السماح للجنوبيين في تنفيذ ما يريدون عمله في بناء الدولة و عدم تنفيذ تعليماتهم كونهم يعملون من داخل أجهزة الجمهورية العربية اليمنية و هذه الأجهزة لا تأتمر إلا بأمر القيادة الشمالية و ما وجود الجنوبيين في المناصب الأساسية المتفق عليها و حتى إن كانوا يشكلون النصف إلا أنهم كانوا عبارة عن ديكور لا حول لهم و لا قوة. رابعاً: تذويب أجهزة دولة الجنوب نتيجة عدم صرف مخصصاتها لسيطرة القيادة الشمالية على المال و على أجهزة الجمهورية اليمنية و التي هي بالأساس أجهزة الجمهورية العربية اليمنية دولة اليمن الشمالي التي تم الحفاظ عليها و العمل من خلالها. خامساً: إخراج المؤسسات العسكرية الجنوبية جميعها الأمنية و الدفاعية عن الجاهزية القتالية أولاً بسحب كل احتياطياتها من قطع الغيار و العتاد و الأسلحة العسكرية و الملابس و الأغذية التي كانت لديها في مستودعاتها في عدن عند إعلان المرحلة الانتقالية لما يسمى بالوحدة 22 مايو 1990م إلى مدينة صنعاء باعتبارها العاصمة و لا بد أن يكون كل شيء هناك. ثانياً بعدم صرف مستحقاتها المالية حيناً و التباطؤ و التلكؤ في صرفها أحياناً أخرى لغرض شراء قطع الغيار و التدريب و التجنيد و حتى رواتب الأفراد كان أحياناً كثيرة لا يتم صرفها لا أكثر من 2 – 4 أشهر الأمر الذي أدى بالكثير إلى الهروب من الخدمة العسكرية ناهيك عن عدم تعويض الوحدات الجنوبية عن من انتهت خدمتهم بأفراد جدد و في الوقت نفسه خروج السفن والزوارق و الطائرات و الدبابات والمدفعية و العربات البرية و الجوية و البحرية عن الجاهزية القتالية والفنية في الوقت الذي يعززون قواتهم و يجهزونها لأعمال القتال المنتظر في الجنوب . سادساً : نشر جميع الشوائب المرضية التي كان قد تخلص منها الجنوب و لم تزل في الشمال على الجنوب و من بينها الثأر و الإخلال بالقانون و الرشوة و تحويل المجتمع إلى العمل بالأعراف و نظام المشايخ و فتح معسكرات للأفغان العرب و الجهاد الإسلامي للتدريب العسكري كما كان الحال في المراقشة محافظة أبين. سابعاً: الأقدام على تصفية الوحدات العسكرية الجنوبية ابتدأ من اللواء الخامس في حرف سفيان التابع للرئيس علي ناصر محمد بقيادة بطل الجنوب وابنه البار الفقيد العقيد/عبدالله شليل الذي سلم وخرج إلى الجنوب بأعجوبة بعد معارك ضارية وكذا تدمير سرية الدبابات الجنوبية في أبين من قبل قوات العمالقة في نفس اليوم الذي تم فيه التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق في العاصمة الأردنية عمان بإشراف الملك الراحل الملك حسين رحمة الله علية وبحضور كل أطرف الأزمة جنوبيين وشماليين وكذلك الجامعة العربية.
وبشكل مفاجأ
ومن ميدان السبعين في 27إبريل 1994م أعلن الرئيس علي عبدالله صالح حرب احتلال
الجنوب الشاملة والظالمة ومما قاله في خطاب إعلان الحرب على الجنوب هذا
(((أنني من هنا أدعو أبناء شعبنا اليمني البواسل
ومن كل محافظات الجمهورية أن يكونوا بالمرصاد لكل القوى المعادية للوحدة.. وللعناصر
الانفصالية
... وان كل من يسعى
إلى تخريب الوحدة
اليمنية وشق الصف الوطني سيدفع الثمن غالياً وان كل مواطن في شعبنا سيتحول إلى قاضي
ورئيس محكمة ومدع
عام باسم الشعب اليمني لمحاكمة كل
من يسيئ لهذا
الوطن وهذه الأمة.. كما أن قواتنا المسلحة والأمن سيكونون
درع الوطن ودرع
أل 22من مايو.. وهم حماة الوحدة والديمقراطية..
ودعا جماهير شعب
اليمني إلى تشكيل لجان في كل المحافظات والمديريات
والأحياء للدفاع عن الوحدة والديمقراطية والتصدي لعناصر التخريب أينما
وجدت..
))).
وبعد ساعتين
فقط من خطاب إعلان الحرب هذا للرئيس علي عبدالله صالح بدأت حرب
احتلال الجنوب بحيث شنت القوات اليمنية الشمالية ضربة تدميريه للواء الثالث مدرع
جنوبي المتمركز في عمران
في عمق الأراضي الشمالية وبوجود اللجنة العسكرية المكونة من جنوبيين وشماليين
وأردنيين وعمانيين والملحقين العسكريين الأمريكي والفرنسي في ذلك الوقت في المعسكر
ونجوا بأعجوبة مع إصابة العقيد/علي ناجي عضو اللجنة العسكرية من الطرف الجنوبي
مستخدمين لتدميره عدد من الألوية وفي مقدمتها اللواء الأول
مدرع المتمركز في المعسكر إلى جانب اللواء الثالث والآلاف من القبائل
والأمن المركزي والحرس الجمهوري وتم الانفراد باللواء الجنوبي الضيف والوحيد في تلك
المنطقة لتدميره ولم يحصل الدعم من الجنوب للبعد الجغرافي وعدم تصديق الجنوبيين بأن
الحرب قد بدأت فترك يواجه مصيره لنفسه إلى أن تم
تدميره.
كما زحفت عدد
من الألوية منها لواء المجد القادم من باجل في الحديدة و الألوية من الحرس الجمهوري
و الأمن المركزي و الألآف من القبائل التي طوقت و دمرت لواء باصهيب
ميكانيك المتمركز في مدينة ذمار في الشمال في 4 مايو
1994م و كذلك تدمير اللواء الأول مدفعية جنوبي المتمركز في مدينة يريم
بعد أن سرقوا إبر المدافع و كذا تصفية وحدات
الشرطة وحراسات المسئولين الجنوبيين في العاصمة صنعاء و اندلعت المعارك على طول
و عرض الجنوب اشتركت فيها القوات البرية و الجوية و البحرية و الصواريخ و الأفغان
العرب و المليشيات الحزبية و الألآف من القبائل و دارت معارك طاحنه و حربية دامت 67
يوماً تمكنوا في 7/7/1994م من احتلال الجنوب و عاصمته مدينة عدن و خروج القيادات
الجنوبية إلى الخارج بعد أن أحدثوا تدمير بالمدن و القرى و الاقتصاد
الوطني و ألحقوا خسائر بشرية و مادية كبيرة ألحقت بالجنوب نظراً لهذا
العدوان و الغزو الانتقامي الهمجي الغاشم رغم قرارات مجلس الأمن الدولي 924و931
والموقف الأمريكي بأن تكون عدن خط أحمر والموقف الخليجي والعربي والعالمي وبيان
أبها لدول مجلس التعاون الخليجي بعدم فرض الوحدة بالقوة فارضين على الجنوب و
الجنوبيين وحدة قسرية إلحاقية بالقوة و الحرب و الاحتلال بعد أن أنهت حربهم الظالمة
هذه الوحدة السلمية و أنهت بذورها في قلوب الجنوبيين و حولتها إلى احتلال مشين لم
تعرف له البشرية مثيل .
مع العلم أنه كان
بالإمكان الصمود لأشهر أخرى لولا حرص القيادة الجنوبية على حياة سكان عدن الذين
قطعت عنهم المياه و الكهرباء و التموين من قبل نظام صنعاء المعتدي و الضرب العشوائي
للمنازل من مختلف أنواع الأسلحة الأمر الذي كان سوف يعرضهم للإبادة الجماعية فاتخذ
القرار بالانسحاب حفاظاً على عدن و سكانها كما أنه لو كان هناك اعتراف من دول إعلان
دمشق في اجتماعها بمدينة دمشق بتاريخ 6/07/1994م لما تم الانسحاب و لو كانت جمهورية
اليمن الديمقراطية المحتلة أراضيها الآن كانت واقع قائم على الأرض لأن الاعتراف كان
سوف يؤدي إلى إعادة التنظيم للقوات و الإمكانيات و إلى التشبث بالأرض و طالما و
هناك شيء اسمه الوطن و الهوية و السيادة موجود سيندفع الجميع للدفاع
عنه.
إن من أهم
الأسباب الرئيسية للاستيلاء على الجنوب وبالذات عاصمته مدينة عدن هو عدم وجود
قوات جنوبية نظامية بيد القيادة الجنوبية و وزير الدفاع كافية للمناورة بها للدفاع
عن عدن وعدم وجود خطوط دفاعية للمدينة التي تتعرض للهجوم وفق المفهوم العسكري لخطوط
الدفاع كما لم يتم إعداد المدينة لحرب المدن وخوض حرب الشوارع وكذا لحرب
العصابات وكان الاستيلاء عليها سهل جداً ويعود ذلك لعدم وجود الوقت والإمكانية
للقيادة الجنوبية لوجود قواتها و ألويتها الرئيسية في مناطق متفرقة في اليمن
الشمالي وقد تم القضاء عليها وتدمير فعاليتها القتالية في بداية الحرب وما تبقى
من وحدات هي عبارة عن وحدات هيكلية خارج الجاهزية القتالية والفنية كما أنه من
أسباب الانسحاب والدخول السهل للقوات الشمالية إلى عدن هو انتهاء الذخائر والأسلحة
والعتاد العسكري وعدم تعويضها وضعف تموين القوات الجنوبية المدافعة عن الجنوب
عامة وعن عدن خاصة .
العوامل الذي
ساعدت نظام اليمن بقيادة مجرم الحرب الرئيس علي عبدالله صالح في احتلال
الجنوب:
هناك عدد
كبير جداً من العوامل الذاتية والموضوعية كانت مساعدة للنظام في الجمهورية العربية
اليمنية بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح في احتلال
الجنوب وارتكاب جرام
حرب ضد الإنسانية وذلك لوجود نية وإرادة سياسية ورغبة قوية لديهم
عملوا لها منذ سبعينات القرن الماضي بغرض الانتقام ومحو
العار وإعادة الاعتبار وهذه الرغبة كانت تتحكم وتتركز في
كل أعمالهم وحتى عواطفهم ودافع رئيسي لهم لإحراز
نجاحات عندما سنحت لهم الفرصة لذلك ويمكن أن أوجز ذلك بالعوامل
التالية:
العامل
الأول:
كان لديهم قرار داخلي بضرورة الانتقام ومحو العار والأخذ بالثأر وإعادة الاعتبار في المكان والزمان المناسب. وسخروا له كل ما لديهم مع إرادة وتصميم للقيام بذلك. واستغلوا الدين وسخروه للحرب بفتواهم وتهيئتهم المعنوية للمقاتلين حيث دار الدعاة المعسكرات الشمالية لتعبئة الجنود على قتال الجنوبيين وكذا استغلالهم لشعار الوحدة والشرعية.
العامل
الثاني:وضع خطة للحرب من
قبل 22 مايو 1990م وتلاحظ من خلال تنفيذها أثناء الحرب فقد وضعوا تمركز وحداتهم في
الجنوب في مواقع مهمة على مداخل عدن قطعت مداخلها في الحرب وشكلت النسق الأول لهم في الحرب وكذا
وضع الوحدات الجنوبية خارج صنعاء وبعيدة عنها وبعيدة عن بعضها حيث لا تشكل خطر على
صنعاء وحيث يتسنى لهم الانفراد بها وحدة بعد أخرى لتدميرها دون أن تستطيع القيادة
الجنوبية تقديم الدعم أو أن تستطيع الوحدات دعم بعضها بعض وكذا
تطويقها بعدد كبير من القوات الشمالية وهذا ما حدث على
الواقع في الحرب.
العامل
الثالث:
إمداد قواتهم الموجودة في الجنوب وتكبيرها بشكل سري وتدريجي حيث وصل لواء العمالقة مثلاً المتمركز في أبين وهو أربع كتائب إلى 14 كتيبة معززة في الحرب وهكذا بقية وحداتهم الأخرى في الجنوب. كانت لديهم النية لشن الحرب وعملوا على بناء وحداتهم خلسة على هذا الأساس دون الالتزام بما تم الاتفاق عليه.
العامل
الرابع:
بعض الوحدات والقادة الجنوبيين الذين وقفوا و وقفت معهم و وقوف بعض الدول ومنها العراق واشتراك قادة ومقاتلين غير يمنيين.
العامل
الخامس:
وقوف الآلاف من الأفغان العرب والجهاد الإسلامي والمليشيات الإسلامية والتي كانت تدفع بهم في الخطوط الأمامية والأنساق الأولى للقتال إلى جانبهم وكانوا لا يهابوا الموت ويقاتلون بعقيدة وأنهم سوف يذهبون للجنة لأنهم يقاتلون الجنوبيين الملحدين الكفرة والمشركين حسب فتوى الديلمي .
العامل
السادس:
الاستفادة من تفوقهم السكاني حيث كان مصدر أساسي لهم لتجنيد المقاتلين وآلاف القبائل للقتال وكذا في المساعدة في قوافل التموين لوحداتهم وقد استخدم النظام بشكل مكثف أبناء اليمن الأسفل في الحرب ضارباً عصفورين بحجر واحد الأول ضرب الجنوب والجنوبيين حليف اليمن الأسفل التاريخي والثانية التخلص منهم هم الآخرين في هذه الحرب. إن قتلوا أو أصيبوا لا يهم النظام أمرهم وكذا أباحت لهم كل شيء في الجنوب للسرقة والنهب ما عدا الدبابات وحتى الميزان كما هوا مبين بالصورة لم يسلم من النهب والسرقة وفق خطاب الحرب لعلي عبدالله صالح في ميدان السبعين 27 أبريل 1994م كما أعاد هذه العبه هذه المرة في حربه ضد الحوثيين في صعدة فاستخدم الجنوبيين هذه المرة لمقاتلة الحوثيين بغرض جعلهم جميعاً وقود للحرب والتخلص منهم مره واحدة ليسما والجنوبيين قد نهضوا لتحرير وطنهم الجنوبي المحتل.
العامل
السابع:
عدم دعم الجنوب لوحداته العسكرية في الشمال بضربات الطيران والصواريخ وضرب تحشد اتهم ساعدهم على الانفراد بها وحده بعد الأخرى حتى وصلوا إلى الجنوب أعطى لهم تفوق معنوي وأثر ذلك معنوياً على قوات الجنوب.
العامل
الثامن:
تأخر الجنوب في إعلان الدولة المستقلة إلا بعد 21 يوماً من الحرب وبعد أن وصلت القوات الشمالية إلى عمق الجنوب ولو كان تم الإعلان بشكل مبكر لرفعة حالة الجنوبيين المعنوية وتوحد وللقتال ضد الغزاة المعتدين من أجل وطن ودولة وهوية و لاعترفت العديد من دول العالم فالتأخر بالإعلان كان عامل مساعد لهم.
العامل
التاسع:
دور الأخضر الإبراهيمي السلبي فرغم قرارات مجلس الأمن الدولي إلا أنه يتحمل الذنب الكبير في حرب احتلال الجنوب كونه لم يسرع للتحرك لوقفها ولكن كان تحركه بطيء بل وبطيء جداً مما اكسب القوات الشمالية للوقت لحسم الموقف على الأرض بحكم تفوقها العددي وهذا ما حدث وأعتقد أن دور سلبي قد لعبه الإبراهيمي لصالح الشمال مخالفاً لمهمته المكلف بها من قبل الأمم المتحدة.
بعض العوامل
التي أدت إلى أن يخسر الجنوب الحرب:
العامل
الأول:
هو عدم تصديق الجنوبيين وبالذات القيادة أن الحرب قد بدأت من عمران 27 أبريل 1994م للاستعداد لخوضها وكان ما يقوموا به هو عبارة عن ردود أفعال ومتابع لأفعال العدو وعدم وجود وحدات عسكرية نظامية للمناورة بها في الجبهات لدعم المناطق الضعيفة وتغطية المناطق التي يقوم بقصفها وتطهيرها الطيران كون الوحدات الجنوبية الأساسية كانت متمركزة بالشمال.
العامل
الثاني:
كان بالإمكان تقديم الدعم الجوي والصاروخي للواء الثالث مدرع في عمران لضرب الوحدات المحيطة به والوحدات وهي في المسير لدعم قواتهم وضرب تحشدا تهم الرئيسية هذا كان سوف يساعد على رفع معنوية كل الوحدات العسكرية الجنوبية الموجودة في الشمال وكان بالإمكان سحب من تبقى من لواء الثالث ولو الأعداد البشرية وكان بالإمكان ضرب لواء المجد الذي تحرك من بأجل في الحديدة باتجاه ذمار يوم 27 أبريل 1994م بواسطة الطيران وهو بالمسير في الطريق وكذا بقية الوحدات وعدم السماح لها بتطويق لواء باصهيب ميكانيكي في ذمار ولواء المدفعية في ير يم وكان بالإمكان أن يتم من تاريخ 27/ 04/ 1994م سحب الألوية الجنوبية مع معداتها وبالذات لواء باصهيب ميكانيكي ولواء الأول مدفعية من ذمار ويريم إلى الحدود الدولية وسحب اللواء الخامس مظلات ولواء 14 حتى بشرياً دون تركها حتى يتم القضاء على اللواء الثالث وبعدها التحرك للقضاء عليها وحده بعد الأخرى هذا من أهم الأخطاء الاستراتيجية ومن العوامل الذي ساعدت بالهزيمة للجنوب والنصر لهم ولو سحبت تلك الوحدات لسيطرة على الضالع والعند ولو تم المناورة بها في جبهات القتال الأخرى ولو ما سقطة عدن أطلاقا.
العامل
الثالث:
فرضت الحرب على الجنوب قبل أن تتهيأ القيادة الجنوبية لها ولم يكون لها الوقت الكافي للإعداد للحرب وإعادة تجميع وبناء وتسليح وتدريب قواتها وأن ما اتخذ من إجراءات منها التموين لشراء بعض الأسلحة والعتاد من الخارج لم يصل إلا بعد الحرب وما وصل البعض إلى مطار الريان إلا في الأيام الأخيرة للحرب لم يستفيد منها الجنوب بل استفاد منها الشمال بعد احتلال الأرض .
وصول
دبابات-ت- 62 ومدفعية ذاتية الحركة إلى عدن الدفعة
الأولى دون وجود ذخائر كافية لها ولا أطقم بشرية متدربة تستطيع
استخدامها كما أن مدافع الدبابات ( جهاز
السبليزاترالمثبت للمدفع)لم يكن مجلس وجاهز
للقتال ووصلة البعض منها إلى بير ناصر ولكن لم تشترك بالقتال لهذا
السبب وخاصة اثنا الحركة وكذا لم يكون لدى القيادة الجنوبية البشر أطقم الدبابات
الذي بمكانهم استخدامها ولم يكن هناك الوقت الكافي للتدريب فتركة دون الاستفادة
منها وكما اعتقد أنها وصلة إلى عدن في الأسبوع الأول من شهر يوليو وهو الأسبوع
الأخير في الحرب أي قبل احتلال عدن بأسبوع واحد
فقط..
العامل
الرابع:
عدم وجود قيادات متكاملة للأركان والمحاور والجبهات الأمامية والمؤخرة بما فيها التعبئة والتموين والأركان وذلك لعدم استكمال التشكيل و وجود الوقت والكادر وعدم وجود هيئات متكاملة للقيادة في المناطق والمحاور في الجبهة والمؤخرة أدى إلى أن يقاد القتال بجتهادات غالباً فردية لبعض القادة الأبطال والميامين وفي مقدمتهم وزير الدفاع هيثم قاسم طاهر و من أمثال الفقيد البطل العقيد / عبدالله شليل والشهيد البطل الوزير أبوبكر بن حسينون والعقيد البطل الشهيد / البكري والعقيد البطل الشهيد / سالم درعه والشهيد البطل أحمد طاهر والشهيد البطل العقيد / حسين الطفي وعدد من القادة الأبطال الأحياء الذين لا أستطيع ذكرهم حفاظاً على حياتهم في جميع الجبهات في الخطوط الأمامية والمؤخرة في وحدات المشاة والمدفعية والصواريخ والبحرية واخص بالذكر نسور الجو الميامين الذين كان لهم الدور الكبير في المعركة و لا يسعني ألا أن أقف إجلالاً وإكباراً لبط ولاتهم الرائعة الذين استطاعوا بهواتفهم الجوالة قيادة المعارك ل67 يوماً وهذا ما كان ممكن حيث لم يكن هناك وجود للأعمال القتالية النظامية المتعارف عليها عسكرياً لعدم وجود وحدات نظامية متكاملة من أصله وما توفر هوا شبيه بمجاميع نظامية وغير نظامية لا تتقيد بشروط القتال وهذا هوا العامل القاتل الذي ساعد كثيرا على تقدم القوات الشمالية التي كانت تقاتل بمفهوم القتال الحديث لامتلاكها وحدات قتالية متكاملة.
العامل
الخامس:
أهم ضعف الجانب الجنوبي كان التموين أثناء الحرب رغم وجود ضباط ذو مؤهلات وخبرات كبيرة في مجال التموين واستطاعوا لعب دور كبير وقدموا ما استطاعوا تقديمه إلا أن عدم وجود جهاز متكامل للتموين ساعد على نقص حاد في تموين الوحدات والمقاتلين بمتطلباتهم من الأغذية والعتاد مما شكل إرباكاً كبيراً في استقرار المقاتلين في مواقع القتال.
العامل
السادس:
موقف بعض القادة السياسيين والعسكريين الجنوبيين حيث لعبوا دور سلبي تجاه الجنوب وإيجابي تجاه النظام الشمالي.
العامل السابع:
عدم القدرة على تقديم الدعم للوحدات على الأرض لعدم وجود وحدات نظامية للمناورة بها وقد كان سلاح الطيران السلاح الفاعل بالمعركة فكان يصفي ويقصف بعض المناطق ولكن لا تجد الوحدات العسكرية على الأرض الذي بالإمكان السيطرة على تلك الأرض مما يعاود العدو على احتلاله لتلك الأراضي مرة أخرى لامتلاكه كثافة بشرية.
العامل
الثامن:
عدم الانتقال للهجوم لأسباب عدم وجود القوات والوحدات العسكرية الكافية وبالذات القوات البرية باستثناء ضربات الصواريخ والطيران والبحرية وكذلك عدم إعداد السكان للحرب وضعف التعداد السكاني وما لعبه بعض القادة السياسيين من دور سلبي في تحييد بعض المناطق بعدم زجها بالحرب وعدم تسليح المواطنين الذين تجمعوا مثل التجمع الكبير لهم في الحبيلين والضالع وبقاء الأسلحة بالمستودعات حتى أخذتها القوات الشمالية بعد احتلالها لتلك المناطق ولو وزعت على المواطنين لتغير الموقف.
العامل
التاسع:
التأخر بإعلان الدولة في الجنوب وخروج القيادات السياسية من عدن إلى خارج البلاد ومناطق أخرى أفقدت البلاد وجود قيادة سياسية متماسكة واحدة ترفع من معنوية المقاتلين والسكان على حد سواء وتقود وتوجه المعركة الدفاعية للبلاد وتشارك في جبهات القتال باستثناء القلة منهم.
العامل
العاشر:
دور الأخضر الإبراهيمي مندوب الأمم المتحدة السلبي من قضية الحرب ضد الجنوب كان بطيء بل وبطيء جداً أعطى الإمكانية لقوات النظام اليمني الشمالي أن تكسب الوقت لتحقيق مكاسب سريعة على الأرض فدورة لم يكن مشجع ولا داعم للجنوب ولا موقف محايد كما أرى.
العامل الحادي
عشر:
لم يواجه الجنوب
الحرب موحداً بل دخلها منقسماً بسبب الأحداث التاريخية الذي شهدها في تاريخه
الأمر الذي أداء إلى أن يخسر الجنوبيين الحرب ولكن لم يخسرون المعركة فهي لإزالة
مستمرة ولو كان هناك مصالحة جنوبية - جنوبية شاملة لكل الأحداث الذي شهدها
الجنوب وتوحد الصف الجنوبي ودخل الجنوب الحرب موحداً لما استطاعوا الغزاة
اليمنيين الشماليين تخطي نقيل يسلح في أطراف صنعاء وقد كان هذا العامل هو الحاسم
والقاتل في خسارة الجنوبيين للحرب .
إن الوحدة الذي عمدوها
بالدم ويتكلمون عنها قد ساروا إليها من أجل يوصلوا باسمها لشن الحرب على الجنوب
للانتقام منه من حربي 72 و 79 م
وهذا ما تم بالفعل لقد استخدموا اسم
الوحدة والشرعية والوطن الواحد كعوامل ساعدتهم لشن الحرب الانتقامية الشاملة على
الجنوب واحتلاله وهذه هي الحقيقة يجب أن
يستوعبها العالم محلياً وعربياً ودولياً
وكان لهم ما أرادوا وكذا كان لهم ما لم يتوقعوه ويتمنوه أن دمروا
الجنوب ودولته وقواته المسلحة وأصبح الجنوب والجنوبيين غنيمة من غنائم الحرب لهم
وقابع تحت احتلالهم المشين وحققوا بذلك الانتقام ومحو العار وأعادوا الاعتبار
بإهانة وإذلال الجنوبيين واحتلال أرضهم ونهب ثرواتهم وطمس هويتهم
وتاريخهم ولكن بلخدع و الاحتيال تم لهم
ذلك.
إن إعلان المرحلة الانتقالية للوحدة السلمية قد انتهت
بالحرب وماهو موجود هو احتلال استعماري للجنوب من قبل نظام الجمهورية العربية
اليمنية وهذا ما يؤكده قادة نظام الاحتلال اليمني في أن ما يطلقون عليه بما يسمى
بالوحدة قد عمدت بالدم في حرب 1994م حيث يقول
رئيس نظام الاحتلال علي عبدالله صالح
في خطابه أمام
القاعدة الجوية
بصنعاء7 يوليو 1994
(( ان الوحدة اليوم قد
ترسخت وتعمقت بعد أن تعمدت بالدماء
وتمكنت قواتنا المسلحة من أن تنجز مهامها بنجاح والتصدي للمتمردين ودحرهم من الوطن
وإجبارهم على الاستسلام وإنهاء تمردهم )) وفي
كلمته أمام مقاتلي قوات العمالقة2. أغسطس 1994م قال علي عبدالله صالح
(((
الذي يتحدث باسم
المحافظات الجنوبية والشرقية واهم.. الشعب موجود في أبين والشعب موجود في حضرموت
والشعب موجود في المهرة والشعب موجود في لحج وفي عدن.. هؤلاء عبارة عن شرذمة اغتروا
بالمال وبالأموال أغدقوها عليهم ليعلنوا
الانفصال والتشطير.. ألا يعرفون أن هؤلاء لا يستطيعون أن
يقنعوا حتى أسرهم في مساكنهم.. ما بالك أن يقنعوا محافظات
بحالها داخل المحافظات الجنوبية والشرقية لا يستطيعون أن يقنعوا حتى
أسرهم مثل البيض المعتوه وحيدر العطاس
العميل.. أصحاب المشروع الحضاري..
انتم الذين حملتم المشروع
الحضاري.. انتم المقاتلون، يا من رفعتم شعار الوحدة أو الموت هذا هو المشروع
الحضاري وليس المشروع الخياني..
.. فهنيئا لكم أيها المقاتلون الشجعان.. ولنترحم جميعا على أرواح شهدائنا الأبرار.. ونتمنى الشفاء العاجل لجرحى الحرب.. وان شاء الله ستكون الأوسمة على صدوركم أيها الشجعان.. وسام الـ 22 من مايو 90 م وسام الوحدة على صدور كل المقاتلين.. وستكون الرتب العسكرية على أكتافكم والنياشين العسكرية على صدوركم لأنكم تستحقون ذلك.. لأنكم انتم ثبتم الوحدة ورويتموها بدمائكم الزكية.. )))
وهكذا خسر
الجنوب المعركة وربحها نظام اليمن الشمالي بالخدع والاحتيال وفي الوقت
الضايع وأصبح الجنوب يقبع تحت الاحتلال اليمني المشين لنظام
الجمهورية العربية اليمنية ولكن لم يخسر الجنوب الحرب فهي لازالت مستمرة حتى التحرر
والاستقلال وإعادة دولته المستقلة وذات السيادة فشعبنا الجنوبي من
المهرة وحضرموت شرقاً إلى باب المندب وكمران غرباً وكل قواه السياسية الحية ومن
بينها التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) ماضيان قدما في استعادة حقهم في الوطن
والهوية والدولة وطرد الاحتلال ليمني شر طرده
.
بعض
من ما حدث في حرب احتلال الجنوب صيف 1994م
وجرام الحرب ضد الإنسانية المرتكبة من قبل نظام
الاحتلال اليمني بقيادة مجرم الحرب الرئيس علي عبدالله
صالح:
روابط تحوي لنماذج من
ماسي الحرب والدمار والخسائر البشرية والمادية:
الفتوى الدينية بتحليل
حرب قيادة نظام اليمن الشمالي ضد اليمن الجنوبي في صيف
94م:أضغط هنا ألبوم صور لبعض جرائم الحرب ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام اليمني الشمالي بقيادة علي عبدالله صالح في اليمن الجنوبي في حرب احتلال الجنوب صيف 94م أضغط هنا شاهدوا أفلام وثائقية حية عن جرائم حرب ضد الإنسانية ارتكبها النظام اليمني الشمالي في اليمن الجنوبي بقيادة علي عبدالله صالح. أضغط هنا
الفيلم الوثائقي لحرب أحتلال الجنوب العربي من قبل الجمهورية العربية اليمنية
|
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق