عدن - “الخليج”:
أحيا الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال أمس الجمعة في
محافظات عدة في جنوب اليمن فعالية “يوم الأرض وذكرى احتلال الجنوب” في ذكرى الحرب
الأهلية صيف العام 1994 والتي يقول أنصار الحراك إن الرئيس السابق علي عبدالله صالح
قادها ضد شركائه في دولة الوحدة، في وقت دعا نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم
البيض مجلس الأمن الدولي إلى إعلان فشل دولة الوحدة .
ورفع المحتشدون من الرجال والنساء أعلام دولة الجنوب السابقة وصور قادة
الحراك الجنوبي مرددين هتافات “ثورة ثورة يا جنوب”، إضافة إلى لافتات كتبت عليها
عبارات باللغتين العربية والإنجليزية تؤكد مطالب الشارع الجنوبي في فك الارتباط وحق
تقرير المصير .
وفي محافظة عدن ألقى قادة في الحراك الجنوبي خطباً على المتظاهرين الذين
احتشدوا في مدينة المعلا عرضوا فيها تجربة الوحدة والحرب التي اتهموا فيها نظام
صالح بشنها على الجنوب قبل “نهوض الشعب الجنوبي في هبة سلمية للمطالبة باستعادة
الحقوق وفك الارتباط” محذرين من أن استنفاذ الشارع الجنوبي لوسائل النضال السلمي
سيضطرهم إلى حمل السلاح لتحقيق أهدافهم في “الاستقلال واستعادة دولة الجنوب”
.
وأقيمت صلاة الجمعة بساحة المعلا بمدينة عدن والتي سموها “جمعة رفض
الاحتلال”، حيث أكد خطيب الجمعة الشيخ محمد عبدالله بن مشدود أن الجنوبيين يطالبون
بحقهم في استقلال وطنهم وأرضهم، وقال بن مشدود، وهو عضو لجنة الإرشاد والتوعية، إن
شعب الجنوب “ليس حقل تجارب لنجرب عليه مشاريع الوحدة والفيدرالية، داعياً للاستجابة
لمطالب الجنوبيين المتمثلة في “الدولة المستقلة”، كما دعا خطيب الجمعة أبناء الجنوب
الموجودين في السلطة للالتحاق ب”إخوانهم” في الجنوب .
وفي المسيرة رفع المتظاهرون أعلاماً كبيرة لدولة الجنوب السابقة في
الحقبتين الاشتراكية والسلطانية، وصوراً لعدد من الشهداء الذين سقطوا برصاص قوات
الأمن ولافتات قماشية تضامنية مع بلدة “لودر” بمحافظة أبين
.
من جهة أخرى قال نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، إن الأحداث
التي يشهدها اليمن في الوقت الحاضر “ليست ثورة تغيير ولا إسقاطاً للنظام بل إعادة
إنتاج النظام الاستبدادي القبلي العسكري المتطرف المحتل للجنوب”
.
وأوضح البيض في كلمة له
بمناسبة ذكرى السابع والعشرين من إبريل/نيسان من كل عام، والتي يصفها بذكرى احتلال
الجنوب، أنه يرفض مشروع الفيدرالية لحل الوضع في اليمن، واصفاً هذه المشاريع
ب”المشاريع المنتقصة التي تبرع بها بعض الإخوة الجنوبيين مجاناً، وتقف وراءها
الأحزاب السياسية المشاركة أصلا في سلطة الاحتلال اليمني والمتبنية مشاريع وأجندة
ليست وطنية ولا تنتمي إلى الجنوب ولا تعبر عن حق شعب الجنوب في الحرية والاستقلال
واستعادة الدولة” .
وجدد البيض تمسكه بخيار الانفصال، وقال: “نعلن للعالم أجمع أن شعب
الجنوب مازال متمسكا بنضاله التحرري لاستعادة دولته المستقلة لتصبح جزءاً من
المجتمع الدولي كما كانت في الماضي وعنصراً فاعلاً في إرساء الأمن والاستقرار في
المنطقة”، قائلاً إن “اليوم يتشكل وضعاً جديداً في الساحة الوطنية في الجنوب العربي
المحتل”، ولأنه “يجب استيعاب جميع القوى الجنوبية بما فيها القوى المنتمية إلى
الأحزاب السياسية وكذا المنتمية إلى سلطة الاحتلال اليوم المؤمنة بالقضية الوطنية
لشعب الجنوب المحتل وبحقه في الحرية والاستقلال واستعادة الدولة بما ينهي جميع
أنواع الخصومات السابقة أو أسباب إعادة إنتاجها من جديد”
.
ودعا مجلس الأمن الدولي إلى “اتخاذ قرار يؤكد فشل الوحدة بين جمهورية
اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية كسبب رئيس لنشوء الأزمة
القائمة وأن يدعو إلى حل الأزمة من خلال معالجة أسبابها . . والضغط على نظام
الاحتلال لإنهاء احتلاله للجنوب فوراً ومن دون تأخير كي لا يصبح في إطار الفوضى
التي ربما قد تعم الجمهورية العربية اليمنية بسبب انهيار سلطته”
.
ودعا البيض الجنوبيين إلى “التقارب لتشكيل لحمة وطنية لصياغة مثل هذا
المشروع والتوافق عليه والعمل من أجل انتصار الثورة في الواقع بما يمنع انزلاق
الجنوب في أتون الفوضى التي ستشكل خطراً على مستقبل أبنائه وهي الفوضى التي تلوح
بوادرها في الأفق كنتيجة طبيعية للانهيار الشامل الذي أصاب نظام الاحتلال بشكل عام”
.
وأكد البيض أن الجنوبيين ليسوا طرفاً في المبادرة الخليجية، وليسوا
موقعين عليها، كما رفض المشاركة في الحوار الوطني .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق