الأحد، 19 فبراير 2012

الحراك السلمي الجنوبي.. النصر المؤكد

الكاتب العراقي داود البصري
عن صحيفة آرام
أيام حاسمة تنتظر شعب الجنوب العربي الباحث عن حريته وإنعتاقه وتحلله من رباط التكميم الوحدوي المزيف، فإنتخابات الرئاسة بعد رحيل الشاويش علي عبد الله صالح أمر لاعلاقة له أبدا بمصالح وخيارات شعب الجنوب الذي كان تحركه السلمي والحضاري عام 2007 بمثابة الإرهاص الحقيقي للثورة في شمال اليمن وحيث تتصاعد المتناقضات وتتداخل الملفات المتراكمة منذ عهد الرئيس السابق الذي كان يسعى لتأسيس سلالة رئاسية وراثية على الشاكلة السورية قبل أن تطيح به وبأحلامه رياح الثورة الشعبية التي كانت نسماتها العاصفة الأولى جنوبية بحتة منذ أن أعلن الجنوبيون بوضوح عن رغبتهم الشعبية العارمة بفك الإرتباط وإنهاء العقد الوحدوي غير المتكافيء أو المتوازن والذي كان يعبر عن حيف وظلم حقيقي أحاق بالجنوبيين الذين تحول وطنهم للأسف لمستوطنة محتلة من عناصر فاشية متخلفة لاعلاقة لها بالفكر والعمل و المنهج الوحدوي
، إنتخابات الرئاسة في اليمن لاتعني الجنوبيين بكثر أو قليل مع تصاعد عمليات الإرهاب الأصولي المنظم من قبل خلايا معروفة ومشخصة لاعلاقة لها أبدا بثقافة وتراث وأخلاقيات أهل الجنوب العربي الذين قدموا دمائهم رخيصة من أجل تقريب يوم الخلاص الوطني الشامل وهو مطمح جميع الجنوبيين على أختلاف رؤاهم وتوجهاتهم ومشاربهم الفكرية ، بإنهيار نظام علي عبد الله صالح إنهارت واقعيا وميدانيا كل أتفاقيات الإجحاف والإذلال وبات على القائمين على أوضاع اليمن الجديد المبادرة الفورية بتعديل الأوضاع ودراسة الملفات وفق مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها ،فشعب الجنوب العربي رغم إيمانه المطلق ليس بوحدة اليمن فقط بل بوحدة الأمة العربية بأسرها يعتقد وبإصرار نضالي لايعرف الهوادة بأن العقد الوحدوي القائم بالقوة والإكراه والدم والنار والحديد منذ عام 1990 وقد فقد شرعيته القانونية منذ صيف عام 1994 في أتون تلك الحرب الطاحنة التي تعاونت فيها الفاشية العربية لسحق إرادة شعب الجنوب والذي لم يخضع طيلة تلك العقود الطويلة أو ينحني رغم كل أساليب القهر والتشويه و تحويل أراضي الجنوب لمستوطنات للعصابات الإرهابية المسلحة كالقاعدة وأخواتها التي كانت بمثابة ألعوبة يستخدمها النظام السابق لجلب المعونة الدولية وصرف الأنظار عن مساويء نظامه المتخشب العقيم ، شعب الجنوب العربي لايمكن أن يتنكر لتاريخه النضالي الحافل بصفحات المجد والتضحية والعطاء، وشباب الجنوب العربي المنخرطين في الحراك السلمي ورغم معاناتهم الشديدة يؤمنون إيمانا قاطعا بإن إنتصار الدم على السيف والمدفع والصاروخ في الجنوب العربي هو أمر حتمي لاسبيل أبدا لإنعتاق حكام الشمال من حقائقه وتبعاته ، وبالتالي فإن سلميتهم وحضاريتهم لاتعبر أبدا عن موقف ضعف وتراخي بل عن موقف حضاري مسؤول يراعي خصوصية العلاقات الشعبية بين شعوب المنطقة وينسجم بالكامل مع الصيغة الحضارية التي ينشدها الجنوبيون لإعادة الحياة لجمهوريتهم المؤودة وللتخلص من بقايا الإفرازات الفاشية السلطوية الضارة، فك الإرتباط الكامل بين الجمهورية اليمنية والجنوب العربي أمر مفروغ منه وهو مطلب شعبي لاتراجع عنه ولا نكوص ، وتحديد الأولويات في إدارة ملفات الصراع في اليمن يحتم على جميع الفرقاء تحقيق مطالب الحراك السلمي بطريقة توافقية تحفظ مصالح الجميع وتضمن الإستقرار الإقليمي في جنوب الجزيرة العربية لتعود جمهورية الجنوب العربي بشكل حضاري وإداري جديد يتجاوز مرحلة ماقبل الإنتكاسة عام 1990 وبما يتوائم ويتوافق مع الظروف الدولية الجديدة ومعطيات وتجربة ظروف الوحدة القسرية الفاشلة التي أمنت لشعب الجنوب العربي حصانة وطنية ستجعلهم يبنون وطنهم المنهوب بكل شفافية وحرص ومصلحة عامة للجميع ، الهدف المركزي المقدس لشعب الجنوب العربي اليوم يكمن في إقتناص الفرصة التاريخية لإعادة الإستقلال وبأسلوب سلمي يتناسب بالمطلق مع شخصية الإنسان الجنوبي الحضاريةوالطيبة والمتسامحة والنابذة للعنف والتعصب بكافة أشكاله ، ولا أزالة حقيقية للفاشية العسكرية وتوابعها بدون إزالة كل أفعال ونتائج تلك الطغمة وأهمها إنصاف الجنوبيين وتركهم ليقرروا حق تقرير مصيرهم بعيدا عن أية وصاية من أي طرف كان ، شعب الجنوب العربي على موعد أكيد مع جني نتائج نضالهم ومع النصر التاريخي المؤزر الذي سيتحقق في نهاية المطاف بوحدتهم وإصرارهم على هدفهم الأوحد والمقدس وهو إعادة بعث جمهورية الجنوب العربي، وكل أحرار العالم معهم في نضالهم وسعيهم الذي سيتوج بالنصر لامحالة رغم أنوف الطغاة والمتفرعنين وبقايا الفاشية العسكرية المنسحبة لمزبلة التاريخ / فالمجد كل المجد لشعب الجنوب العربي وهو يعيد رسم الصورة الستراتيجية في جنوب الجزيرة العربية.. وما النصر إلا من عند الله..
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :