هدى العمودي
لعمري مارأيت في حياتي أخبث من تعامل الإخوة في الشمال معنا نحن الجنوبيين ولا ادري لذلك سبباً معقولا أو مفهوما حد اللحظة .
ما الذي يعنيه ان يقابلك شعب وقيادة سياسية وطبقة مثقفين بحالة مكثفة من اللؤم وأنت الذي فتحت لهم أرضك ووطنك وتخليت عن كل شيء لأجل ان تقيم وطن يسوده الإخاء والمحبة وفي الأخير وجدت نفسك مطرودا من أرضك مهانا في وطنك تبحث عن الفتات فلا تجده وهذا هو حالنا نحن الجنوبيين منذ 1990 وحتى اليوم .
لسنوات طويلة كنت أقول بان الشمال شعبا وقيادة وطبقة مثقفة يختلفون فيما بينهم كل الاختلاف لكنهم يتفقون فيما بينهم ضد كل ماهو جنوبي وهو اعتقاد أثبتت الأيام صحته فحينما ثار الشعب المهان في شمال اليمن ليصنع الثورة المسروقة لاحقاً سقطت كل دعاوى الإنصاف للجنوب التي ظل لسنوات مثقفي الشمال يرددونها على مسامعنا وأدركنا مرة أخرى ان الجنوبي طيب ومسكين إلى حد الفجيعة لم يتعلم رغم كل كؤوس المرارة التي يسقيها إياه الشمال .
دائما وابداً ظل الشمال يراهن على انقسام الجنوبيين وتشرذمهم وضياع قضيتهم لذلك حاول نظام علي عبدالله صالح إثارة الضغائن بين أبناء الجنوب وسعى مرارا لأجل إعادة فتح ملفات كثيرة بينها ملف حرب 1986 ولكنه فشل وخابت مساعيه وتكسرت على صخرة صمود أبناء الجنوب قاطبة وإيمانهم بان وحدتهم وتآلفهم هو أساس كل شيء .
مؤخراً ومن خلال متابعتي لما تبثه وسائل إعلام شمالية بينها صحف ومواقع الكترونية وقنوات فضائية نجدها تكرس ثقافة الفرقة والشتات بين أبناء الجنوب ، بعد سنوات من رفضهم الاعتراف بوجود قضية جنوبية نجدهم اليوم يسعون لأجل الترويج لمشاريع خبيثة يدركون كل الإدراك ان نجاحهم في الترويج لها يعني بقاء الجنوب تحت سيطرتهم إلى ابد الآبدين .
أخر خيبات الأمل التي أصبت بها والقادمة من نهر الشمال ماكتبه وروج له الكاتب الشمالي "منير الماوري" الذي أثبتت مواقفه الأخيرة انه لافرق بين خطاب علي عبدالله صالح وبين خطابه ضد الجنوب كلا الحقد النابع هو واحد.
يتحدث الماوري بلؤم شديد مستعرضا خيار الفيدرالية في الجنوب ويحاول بلؤم اشد تأليب أبناء حضرموت ضد إخوانهم الجنوبيين في عملية سقوط هابطة تسقط معها كل معايير النزاهة والاحترام والتقدير التي كنا نكنها لهذا الشخص قبل افتضاح مواقفه الأخيرة .
يوصف الماوري في مقال أخير له المشروع الذي تقدم به سيادة دولة المهندس"حيدر العطاس بالخطير لأنه يدرك كل الإدراك ان مثل هذا المشروع هو المشروع الذي يمكن له ان يعيد للجنوبيين حقهم في استعادة دولتهم التي دمرتها أقدام همج الشمال ورعاعه.
يقدم الماوري بخبث شديد مشاريع أخرى تتحدث عن فيدرالية تفصل حضرموت عن الجنوب عن بقية مناطق الجنوب وهذا ليس حبا في حضرموت وأهلها ولكن لإدراك "الماوري" وغيره ان بقاء الجنوب رهين محابس الشمال وإذلاله لن يأتي إلا عبر بوابة إثارة شيء اسمه "القضية الحضرمية" و"القضية العدنية" والقضية السقطرية" ورابعا "القضية الشبوانية" وهكذا .
اعترف ان الماوري وغيره من كتبة الشمال يملكون كماً هائلا من الخبث يقابله حسن نية وصفاء قلب يتسم به غالبية الجنوبيين ساسة ومثقفين وشعب لذلك فانه يجب على كافة أبناء الجنوب عامة وحضرموت خاصة التنبه لمثل هذه المشاريع فهي والله لاتريد خيراً لحضرموت ولا لأبنائها ولن يطال أبناء حضرموت عبر هذه البوابات من المشاريع شيء فلن يكون هنالك إقليم حضرمي ولن تكون هنالك دولة عدنية بل سيكون هنالك ((جنوب ممزق متشظي)) لايملك الجنوبي فيه شيء وسيظل الشماليون يتحكمون بنا يمنة ويسرة.
غدا سيكتب الماوري عن اقليم حضرموت الوادي وحضرموت الساحل ودولة شبوة ودولة سقطرى وكل ذلك من باب الادعاء بحب الجنوب والخوف على اهله وسيكتب ذلك وهو يدرك ان لا حضرموت ستنال ماتريد ولا أهل عدن سينالون شيء ولاغيرهم وانما يكتب ذلك لأجل بقاء الجنوبيين في حالة تشرذم لاتنتهي.
هي صرخة أطلقها هنا من حضرموت وأتمنى لها ان تصل إلى كافة أبناء الجنوب قاطبة أقول فيها الحذر الحذر يا إخوة من هذه المشاريع التي تفرق ولاتوحد ، تهدم ولا تبني، فمن يتحدث اليوم في صنعاء عن مظالم جنوبية دون اخرى شخص لا يريد للجنوب الخير ولا لااهله استرداد حقوقهم ولكنه يدرك بان إغراق الجنوب في تفاصيل قضايا عبثية يمنحه فرصة البقاء جاثما بكل مؤسساته وقوته العسكرية في ارض الجنوب إلى ابد الآبدين .
لتكن قضيتنا في الجنوب اليوم هي استعادة الجنوب الدولة الواحدة من المهرة إلى باب المندب وبعد ذلك يجلس أبناء الجنوب على طاولة واحدة يحددون عبرها مستقبلهم ومصيرهم وطريقة معيشتهم وحياتهم دونما وصاية من احد لا من الماوري ولا من غيره.
وكلمة أخيرة أود ان أقولها للماوري ولكل كتبة الشمال من يحاولون نفث السموم في الجنوب .. شعب الجنوب ليس ذاك الشعب الذي استغفلتموه لعقود طويلة لقد شب عن الطوق وهو الوحيد الذي سيرسم معالم وطنه ويحدد اطر قضيته وليس بحاجة إلى تنظيراتك .
*تربوية من حضرموت - خاص عدن الغد
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق