بقلم:الكاتب المصري عادل الجوجري )
شبكة الطيف
يقولون أن تونس الهمت المصريين بثورتها،والمصريون الهموا العالم بثورتهم،لكن لايعلم كثيرون أن الحراك السلمي في الجنوب اليمني هو الملهم الأول للثورات العربية، هو أول قصيدة عشق في ديوان الثورة العربية،هو أول وردة في بستان شهداء الحرية،هو أول تكتل جماهيري يؤرخ لعصر الجماهير بعد تصحر سياسي مثيل له ،فقد انطلق لحراك في 2007 تلقائيا واستقطب الجماهير من كل الفئات الاجتماعية،ليصنع من داخله قيادات طبيعية من فرز الواقع، حيث اندلعت انتفاضة سلمية في محافظات الجنوب اليمني بدون أن يطلق الثوار طلقة واحدة رغم توفر السلاح ،ورغم الاستفزاز الذي وصل إلى حد ضرب مدن وقرى الضالع ولحج وأبين بالدبابات على يد مرتزقة علي عبد الله صالح وابنه قائد الحرس الجمهوري،ومحاصرة كافة مدن الجنوب بدبابات تقطع الطرق الرئيسية وتفرض "خوات" إتاوات على المواطنين.
شبكة الطيف
يقولون أن تونس الهمت المصريين بثورتها،والمصريون الهموا العالم بثورتهم،لكن لايعلم كثيرون أن الحراك السلمي في الجنوب اليمني هو الملهم الأول للثورات العربية، هو أول قصيدة عشق في ديوان الثورة العربية،هو أول وردة في بستان شهداء الحرية،هو أول تكتل جماهيري يؤرخ لعصر الجماهير بعد تصحر سياسي مثيل له ،فقد انطلق لحراك في 2007 تلقائيا واستقطب الجماهير من كل الفئات الاجتماعية،ليصنع من داخله قيادات طبيعية من فرز الواقع، حيث اندلعت انتفاضة سلمية في محافظات الجنوب اليمني بدون أن يطلق الثوار طلقة واحدة رغم توفر السلاح ،ورغم الاستفزاز الذي وصل إلى حد ضرب مدن وقرى الضالع ولحج وأبين بالدبابات على يد مرتزقة علي عبد الله صالح وابنه قائد الحرس الجمهوري،ومحاصرة كافة مدن الجنوب بدبابات تقطع الطرق الرئيسية وتفرض "خوات" إتاوات على المواطنين.
الحراك الجنوبي جاء بعد ان أحبطت السلطة كل نداءات ومطالب إصلاح مسار الوحدة ،وفي وقت ظن كثيرون ان نظام حكم الفاسد قد تمكن من تغيير الدستور وفرض هيمنته تماما على المشهد السياسي وأصيب كثيرون باليأس،إلى ان تفجرت انتفاضة شعب الجنوب ،وعرفت وقتها باسم الحراك وهو حركة احتجاج على الظلم وعلى أحزاب المعارضة المستأنسة التي لم تعبر بحق عن إرادة الجماهير في التغيير الجذري، والإطاحة بالحكم الفاسد الذي حول الوحدة الأمل إلى كابوس وضجر ونهب.
ويشهد التاريخ على البطل حسن باعوم وهو الصوت الرهيب في آذان النظام والصوت الرقيق للشعب ،وصوت الأمل للشباب الباحث عن قدوة،وقد كفر الشباب بكل القيادات الجنوبية التي وقعت في أحضان السلطة،وراحت تبحث عن إصلاحات على طريقة"نص العمى ولا العمى كله" كان باعوم وأخوته في الحراك لهم رأي آخر هو الحرية ،كل الحرية لشعب الجنوب.
أتذكر حوارات جرت معي وإخوة من الجنوب كانوا يعتقدون أن الشمال لن يتحرك ،وأن النظام استطاع أن يفسد النخبة المثقفة لاسيما في تكتل أحزاب اللقاء المشترك ،ومن ثم أنه لابديل ان يطالب أبناء الجنوب بفك الارتباط طالما أن أبناء الشعب في المحافظات الشمالية
لايشعرون بهموم الجنوب الذي استبيح في حرب ظالمة (1994) أكلت الأخضر اليابس ،وفتحت المجال أمام كافة أشكال النهب المنظم لثروت الجنوب في واحدة من أبشع عمليات انتهاك حقوق الإنسان الجماعية.
لقد نجحت الثورة في عموم اليمن شما وجنوبا في النزول إلى الشارع وفرض إرادتها بإنهاء حكم علي عبد الله صالح لكن الثورة لم تكتمل بعد فهناك استحقاقات رئيسية من نوع:
أولا:محاكمة السفاح وجميع رموز الحكم الفاسد محاكمة عادلة تتوفر فيها كل شروط العدالة والنزاهة ليس فقط من أجل القصاص ،وإنما من اجل إرساء دولة لقانون وبدون محاكمات عادلة لكل الذين أجرموا في حق الشعب لاتتوفر ضمانات حقيقية للمستقبل.
ثانيا:استرداد جميع الأموال والعقارات المنهوبة من الشعب وبخاصة رد حقوق أبناء الجنوب التي اغتصبت منهم عنوة تحت تهديد السلاح،ويأتي ذلك من خلال تنفيذ أحكام القضاء التي صدرت ولم تنفذ لسبب قمعي أو قهري أو آخر.
ثالثا:وضع حد لأزمة الجنوب بطرح القضية وبشكل صريح على استفتاء شعبي،فالشعب هو صاحب القرار الأول والأخير،ويلاحق لأحد تغييب رأي الشعب فهو الذي حقق الوحدة من قبل ،وهو الآن صاحب القرار في الخيار الذي يتسق مع طموحاته.ورف ان هناك ثلاثة سيناريوهات لحل أزمة الجنوب،هناك سيناريو لتمسك بالوحدة مع تعديل الأوضاع ورد الحقوق وتعويض المنكوبين وإعادة الموظفين والضباط إلى مناصبهم،لكن هناك سيناريو الفيدرالية الذي طرحته قيادات جنوبية في اجتماعين بالقاهرة وتصريحات صحفية ثم يبق الخير الأخير وهو فك الارتباط والعودة إلى ماكان عليه الوضع قبل 22مايو1990.
أي السيناريوهات أصلح أو انسب ؟
شعب الجنوب هو وحده صاحب القرار.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق