الأحد، 18 ديسمبر 2011

مساع أممية للتهدئة بجنوب اليمن

سفراء أجانب يلتقون الحراك والشباب بعدن

الجزيرة نت
التقى دبلوماسيون من سفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن المعتمدين في اليمن، زعماء من الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال وممثلين عن الثورة الشبابية ومسؤولين محليين، أثناء زيارة لهم السبت إلى عدن في إطار مواصلة الجهود الدولية لتهدئة الوضع وتنفيذ المبادرة الخليجية.
وجاءت زيارة الوفد المكونة من أربعة دبلوماسيين برئاسة السفير البريطاني في اليمن جوناثان ويلكس وعضوية سفير الاتحاد الأوروبي والسفير الفرنسي والألماني، بعد أيام فقط من زيارة مشابهة لمبعوث الأمم المتحدة إلى عدن جمال بن عمر التقى خلالها بالحراك وشباب الثورة.
تعقيدات الجنوب

ويخشى ناشطون وسياسيون خطورة التعقيدات بجنوب اليمن في ظل استمرار النزعات الانفصالية بعد تكثيف الحراك من نشاطه بإقامة سلسلة فعاليات مركزية في عدن، والمواجهات المسلحة بمحافظة أبين بين الجيش وعناصر من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وبحسب سفير الاتحاد الأوروبي في اليمن مكيليه سيرفونه دورسو، فإن زيارة الوفد لعدن تأتي في إطار استكمال اللقاءات مع كافة الفئات بعد لقاءات مشابهة في صنعاء ضمت ممثلين عن الحراك الجنوبي بهدف تقريب وجهات النظر لحل القضية الجنوبية في إطار الحوار.
وقال دورسو خلال مؤتمر صحفي عقده في عدن السبت "لاحظنا أن بعض المجموعات الجنوبية تطرح حلولا مختلفة حول القضية الجنوبية، دون الأخذ بالإمكانات التي تتيحها المبادرة الخليجية، لذا نحن نستمع لآراء كل المجموعات السياسية بالجنوب ونحاول أن نشرح لهم المبادرة الخليجية".
وردا على سؤال للجزيرة نت حول جدوى المساعي الأممية في ظل اقتصار المبادرة الخليجية على طرفي النزاع السياسي وغياب أي آلية لحل قضية الجنوب والحوثيين، أوضح سفير الاتحاد في اليمن أن "الحل لهذه القضايا يجب أن يحدده اليمنيون أنفسهم".
وأضاف دورسو "صحيح أن المبادرة وقع عليها طرفان، لكنها تفتح المجال أمام الجميع للمشاركة من خلال ما تضمنته في أحد بنودها من دعوة إلى حوار وطني بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية يضم كافة الفئات بما فيها الحراك الجنوبي والحوثيون".
واعتبر أن الحل السياسي في اليمن سيكون عملية طويلة المدى يشمل تحول البلاد إلى دولة مدنية، وهذا أحد المطالب الكبيرة التي ينادي بها الشباب وأيضاً في الجنوب.
خطأ إستراتيجي


وكان المؤتمر الصحفي قد شهد سجالاً بين أحد نشطاء الحراك انتقد فيه عدم دعم مجلس الأمن مطلبهم بالانفصال، عقّب عليه سفير المملكة المتحدة جوناثان ويلكس بالقول "من حق الحراك الجنوبي أن يمتنع عن المشاركة في الحوار الوطني، لكني أؤكد أن هذا سيكون بمثابة خطأ إستراتيجي وأن المجتمع الدولي يتعامل مع اليمن من خلال القرار الأممي رقم 2014".

وقال رئيس اتحاد شباب عدن للتغيير أنيس يعقوب بعد المحادثات مع البعثة، إن اللقاء كان إيجابياً، مشيرا إلى أن سفراء الاتحاد الأوروبي خاطبوهم بالقول "أنتم صوت اليمن المعتدل الذي ندعمه ونقف بجانبه".
وأضاف يعقوب في تصريح للجزيرة نت أن شباب الثورة أكدوا للسفراء الأوروبيين أنهم جزء أصيل في أي حوار جنوبي قادم بشأن القضية الجنوبية، وأنها تمثل لديهم أولوية بعد إسقاط النظام ومحاكمة رموزه.
وأشار إلى أن الثوار قدموا للبعثة مبادرة تحوي رؤيتهم المستقبلية لحل القضية الجنوبية بعد إسقاط النظام ومحاكمة رموزه، تتضمن الدعوة إلى عقد لقاء مصالحة وطنية لجميع مراحل الصراع السياسي التي تمت في الجنوب منذ عام 1967 وحتى عام 1994 على غرار المصالحة الوطنية العامة في جنوب أفريقيا.
وأوضح يعقوب أن المبادرة أكدت أيضا على الدعوة بعد إتمام المصالحة إلى حوار جنوبي يضم الحراك وشباب الثورة والأحزاب السياسية والمكونات الأهلية والقبلية والجماعات الدينية والغرف التجارية في عموم محافظات الجنوب".
فك الارتباط


وكانت قوى وفصائل في الحراك الجنوبي المطالب بفك الارتباط مع دولة الوحدة التي تمت بين شمال وجنوب اليمن عام 1990، قد قللت من أهمية هذا اللقاء.

وقال الأمين العام للحراك الجنوبي قاسم عسكر جبران إن اللقاء مع البعثة لم يأت من قبل الحراك بهدف الحوار، وإنما "لتوجيه رسالة واضحة إلى الأطراف الدولية بأهدافه المتعلقة بتحرير واستعادة الدولة المستقلة لشعب الجنوب".
وأضاف جبران في حديث مع الجزيرة نت "قدمنا للبعثة ملفات متكاملة عا تم نهبه فوق الأرض وباطنها وحول الأضرار والتدمير والسلب والنهب الذي حصل في الجنوب خلال فترة الحرب عام 94 وما بعد الحرب".
وأشار إلى أن الحراك أكد بوضوح للوفد أنه ليس جزءا من العملية الجارية في صنعاء أو من المبادرة الخليجية أو من مهمة المبعوث الأممي، وأنه حالة مستقلة تماماً عن العملية السياسية التي تجري الآن في صنعاء ويطالب بهويته الجنوبية واستعادة أرضه.
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :