الاثنين، 5 ديسمبر 2011

عدن عنوان النصر

عدن عنوان النصر – بقلم : جمال عبداللطيف عبادي
شيفلد – لندن " عدن برس " خاص -

انهزمنا في السابق وانكسرنا بسبب تسلط بعضنا على البعض الآخر وإقصائه لمن يخالفه وقمعه بل قتله .. من هنا يجب أن نتعلم بأننا لن نتقدم خطوة بدون قبولنا لبعضنا بمختلف آرائنا وحل خلافاتنا بالحوار وليس بالإقصاء والإنكار والإبعاد .

إذا التزمنا بهذا ستتوحد صفوفنا وسوف ننتصر ونستعيد حريتنا جميعاً بل دولتنا المستقلة .. بدون هذا لا نصر ولا انتصار وسنبقى أسرى في باب اليمن إلى يوم القيامة .. أبحثوا عن أسباب تأخرنا في داخلنا قبل البحث عنها حوالينا .. لا تستمعوا إلى المتطرفين والجهلة وأطفال السياسة لأنهم السبب في الهزيمة أين ما وُجدت هزيمة وهذا حدث ويحدث وفي أي مكان على هذه الكرة الأرضية .. أنظروا من حولكم وسترون الكثير من الأفعال والأصوات التي تؤخر تقدم قضيتنا وعلى رأسها العقليات القديمة الموجودة في رؤوس بعض القادة من الكبار والصغار .. عقلية لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد .. لقد وقفنا في مؤتمر القاهرة ضد هذه العقليات وسنقف دائماً في وجهها لأن هدف شعبنا شيء لا يقبل المساومة فيه ولم نقبل بالذهاب إلى مشروع القاهرة إلا من أجل شعبنا وقناعتنا بأن طريق القاهرة ربما يكون الطريق الآمن الذي يجنب شعبنا المزيد من المعاناة .. لقد عُوملنا في القاهرة كالشاة السوداء وتحملنا الكثير هناك من أجل إنجاح المؤتمر وموقفنا كان ولا يزال ينبع عن قناعة وليس عن تجارة بالمبادئ كما رأينا غيرنا يفعل في الأروقة ...وكان حدب وعطف الرئيس علي ناصر محمد حافزاً لنا على الإستمرار في وجه من كانوا يريدون إنسحابنا !!!

لم نمد يدنا لأحد وطالبنا لغيرنا وليس لأنفسنا وعيننا على شعبنا في الداخل .. تحملنا التخوين من الجهلة وذوي الأغراض السيئة وتحملنا الممارسات الخاطئة من داخل صفنا وسوف نتحمل المزيد من أجل هدف عظيم وسامي وهو رؤية علم الجنوب يرفرف من جديد في بلادنا الحرة المستقلة ...

لقد حُوربنا من أولائك الذين لا يزالون يفكرون يعقلية السبعينات والستينات ويرون أن عدن حبيبة بغير أبنائها .. عندما طُلب منا التوافق حول اختيار ممثلي عدن في المجلس تفاجئنا أنا وغيري من أبناء عدن بالكثير من المطالبين بحصة من تمثيل عدن وعددهم أكثر من الخمسين مقعداً .. لقد حاولنا أنا وغيري من أبناء عدن إفهامهم أنها ليست كعكة نتقاسمها ولا غنيمة بل تكليف ولكن رسى الأمر على تكليف من هم أهل الثقة لدى البعض بإختيار ممثلي عدن في الداخل !!! .. لقد خرج أبناء وبنات عدن إلى الشوارع في مدينتهم وهم الأحق بتمثيل أنفسهم .. نعم أنتم تعيشون في عدن وهي عاصمتكم وأنتم جزء منها لكن أبنائها وحدهم يمثلونها .. يمكن أن تضاف كوتة خاصة للمقيمين في عدن لكن لا يمكن ولا يسمح لغير أبناء عدن بتمثيلها .. هذه كانت نقطة الخلاف ولا تزال كذلك مع تلك العقليات وأنا أضعها اليوم في العلن حتى يعرف الجميع موقفنا بوضوح ...

نعم .. نحن مع مشروع القاهرة ومع الرؤية السياسية التي أقرها مؤتمر القاهرة ونرى أنها الطريق الصحيح الذي سيقودنا إلى دولتنا بعد أن نمر بمرحلة بناء مؤسساتنا .. نحن في عدن نتمسك بهذا وأرجو من الأخوان والأخوات في عدن والجنوب فهم هذه النقطة جيداً .. إذا رحل الاحتلال اليوم فإنكم لن تحكموا ولن تشاركوا في حكم دولة مستقلة أبداً ولن تروها بل ستجدون أنفسكم في وضع أسوأ من الصومال بسبب وجود قيادات هزيلة متفرقة مختلفة في ما بينها في مناطق الجنوب كلها وسيتحولون بسرعة إلى أمراء حرب وستذهب عدن ومجتمعها المدني ضحية لهذا الوضع وسيذهب معها كل أبناء الجنوب ضحايا لأحلامهم .. الطريق الصحيح هو عودة الدولة بعد بناء المؤسسات وليس قبلها وبعد توضيح الحقوق وإرسائها للجميع وإعطاء الجميع حقوقهم أو تعريفها على الأقل وليحكم كلِ نفسه في جنوب فيدرالي حر ومستقل بعد أن يختار شعب الجنوب مصيره الذي نرى أنه لن يختلف مع هذا الهدف ...

في كل اللقاءات نجد أبناء عدن مغيبين ومهمشين وإذا حضروا فهم كشهود الزور .. أو كمحللين ...

لن يكون حلاً بدون أبناء عدن فأهموا هذا اليوم قبل الغد .. لقد فهم هذا السيد الرئيس علي ناصر محمد في فترة مبكرة ولكن يده وحدها لن تصفق خاصة في وجود عقليات كالتي ذكرت ...

لهذا تأملوا أيها السادة .. من يرى أن عدن حبيبة فليحب قبلاً أبنائها ويحترم حقّهم في تمثيل أنفسهم ولن يكون إلا هذا ولن تكون لكم شرعية بأراجوزات أو مهرجين أو ممثلين لأحزاب حتى لو كانوا من عدن تنصبونهم بدون إرادة أبناء عدن الحقيقيين جميعاً .. إن هولاء الأبطال والبطلات الذين تمتلئ بهم شوارع وساحات عدن هم جماهيرنا التي نضع أنفسنا في خدمة أهدافها ونتمنى لو نمسح عن جباههم عرق النضال والكفاح بالموقف الصحيح العادل .. نفس الشيء نقوله عن أبناء عدن العاملين من أجل قضية عدن والجنوب والمقيمين في الخارج ...

تأملوا هداكم الله ولا حديث عن جنوب جديد وحقيقي إلا بعدن وأبنائها أولاً وقبل كل شيء ...

لاتحسبوا رقصي بينكم طرباً...فالطير يرقص مذبوحاً من الألم
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :