الجمعة، 4 نوفمبر 2011

رحيل علي صالح ومصير الجنوب..

الكاتب الكويتي.. حسن علي كرم


اعتقد ان الامين العام الجديد لمجلس التعاون الخليجي البحريني عبداللطيف الزياني قد افرط كثيراً في الوقت وقد تعامل بنفس طويل مع علي عبدالله صالح ومع ازمة الشعب اليمني مع رئيسهم هذا المتقلب والمكار، واعتقد ان فشل او إخفاق الزياني في مهمته بغية إحلال السلام وحل الازمة باقل الخسائر الممكنة لايعود لكون الامين العام جديداً على منصبه وجديداً في مهمة الواسطات لاسيما في قضية بحجم ازمة اليمن الشائكة والمعقدة
وإنما يعود الى شخص علي صالح الرجل المتقلب والمناور والعارف بالثغرات والذي يعرف جيداً متى وكيف يتملص من وعوده وتعهداته وإذ وصل وزراء الخارجية الخليجيون اخيراً الى وقف الزيارات المكوكية للزياني وتعليق مبادرتهم لنقل السلطة هناك، فذلك كان ينبغي ان يتم قبل ذلك، وكان عليهم ان يدركوا انه ليس من السهل ان ينسحب علي صالح من السلطة بمجرد مبادرة سلمية قادمة من الجوار الخليجي، فعلي صالح لايهمه ان كانت المبادرة خليجية او امريكية او اسرائيلية بقدر تمسكه بالسلطة او اقلها ثمن نزوله من السلطة ولايهمه بعد ذلك ان فني الشعب اليمني بكامله او بقى حياً (..) فلقد وصل للسلطة قبل ثلاثين عاما معتلياً على ظهر دبابة لا على الخيار الشعبي. فكيف يتجرأ الشعب بان يقول له اترك السلطة؟!!
من الآن لحظة كتابة هذه المقالة وهي ظهيرة يوم الاثنين اي بعد اعلان وزراء الخارجية الخليجيين تعليق العمل بمبادرتهم لحل الازمة اليمنية والى يوم نشرها، قد تتبدل الامور وتتسارع الأحداث فيتخلى علي صالح مكرها عن السلطة ويرحل ثم يلقى مصير الراحلين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك، والمقبور صدام حسين وما ذلك على الله ببعيد او قد تبقى الازمة على حالها فيدفع الشعب اليمني الحر الصامد مزيدا من الضحايا الى ساحة الحرية وثمناً للتحرير وانتصاراً للحق والعدالة ورفضاً للحكم المستبد والعائلي الفاسد وان التاريخ سيسجل لهذا الشعب الموصوف بالحكمة والفطنة والجلد كيف خلع نظاما ارسي على قواعد الظلم والاستبداد والفئوية فدولة الظلم ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة.

اننا واثقون ان هذا الشعب سينتصر وان طال الزمن على سلطته الحاكمة وعلى رئيس مراوغ متقلب يراهن على بقاء حكمه فافتعال الازمات والتلاعب بالاعذار الا ان ذلك لاينسينا ان نذكر يمنيي الشمال بمسؤوليتهم الاخلاقية والاخوية وأن لاشقائهم في الجنوب حق تقرير مصيرهم واستعادة تراب وطنهم الذي ضمه علي صالح بالخديعة وبالتدليس وبحرب ظالمة وغير متكافئة. ان من حق هذا الشعب الجنوبي المضطهد بان يقول رأيه ان بالبقاء ضمن دولة الوحدة او الانفصال ، فذلك حق مكفول لكل شعب بان يقرر مصيره وفقا للقوانين والاعراف الدولية.
فلا يعقل ان يخرج اليمنيون عن بكرة ابيهم منادين برحيل علي صالح ويقفوا ضد ارادة اهليهم واشقائهم في الجنوب؟!!

ان الجنوبيين الذين يرفعون شعار (بالروح بالدم نفديك يالجنوب) وهم يجوبون شوارع وساحات وميادين مدن بلادهم لاشك لم يرفعوا ذلك الشعار الا ادراكاً منهم بحقهم في تقرير مصيرهم، ولعل اخوة الشمال والجنوب لن تتحقق الا من خلال ادراك حق الآخر.. ولئن كان من مسعى خليجي حميد، فليكن ذلك المسعى ينصب على مساعدة اهل الجنوب.. واحترام رغبتهم سواء بالبقاء ضمن دولة الوحدة او الانفصال واعلان الاستقلال.
انه عصر الشعوب.. وعصر حق تقرير المصير..

هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :