قراءة واقعية نقدية تحليلية لواقع الجنوب وفق معطيات نتائج تجارب الشراكة بين الجنوب واليمن منذ 22 مايو 1990 وحتى الآن. وطبيعة المشاريع المطروحه لحل القضية الجنوبية. لهذا سيتم التركيز على مشروع الفيدرالية كأخطر مشروع لقبر القضية الجنوبية والرد على تلك العناصرالتي لاتفقه شئ في التاريخ وتكرر جحودها بنكران واقع الجنوب العربي الارض والشعب من على عدم وجود تعريف للجنوب وقضيتة. وكيف يعرف المعرف وكيف يتم التنكر على واقع وجغرافيا وتاريخ
؟ وهل هم اساس تعريف التاريخ والعلم والجغرافيا؟ ومن أعطاهم الحق؟ يابو يمن في إجازة هذا ومنع ذاك؟ وانتم لازلتم تحت مطرقة واقع يفرض عليكم أنه من غير الاعترتاف بالجنوب شعب وهوية وتاريخ ستكونوا بفعل عقلية الامام في خبر الماضي وليس حاضر الثورة؟.
لست هنا بصدد الشخصنه أو الاستهداف الشخصي لأي فرد كان, وكما الضمير يملي علينا جميعا. أن نتحلى بالصدق والموضوعية لتوضيح الحقيقة وبشفافية وتقديمها للشارع السياسي في الجنوب, ولذلك فأننا هنا بصدد كشف تلك المشاريع التي تقف كابح أو حجرة عثرة في طريق مسيرة تحرير الجنوب وأستقلالة لبناء دولته المؤسساتية وفق أسس هويته العربية. وهي الأهداف الرئسه لمضمون وجوهر مشروع الاستقلال ضمير شعب الجنوب وحامل أرادته الوطنية نحو استعادة حقوقه المسلوبة. وهنا كنت مضطرا لتوضيح ما يتردد هذه الأيام عن تحضيرات للقاء آت في القاهرة, لتثبيت مشروع يمننة, يتبناه نفر جنوبيون بمعزل عن أرادة الشارع السياسي الجنوبي ومستند على علاقات شخصية وفق روابط اجتماعية أو حزبية أو جهوية ضيقة, لتصويرها لدى العامة على اعتبار هذا المشروع يمثل أرادة كل ألون الطيف الاجتماعي والسياسي في الجنوب بصورة عبثية خارج عن مألوف المجتمع وعلم السياسة. لأنتزاع قرار تمثيل شعب الجنوب. بهدف تسويق قضيتة في أسواق السياسة الإقليمية والدولية. دونما يقرر أصحاب الحق أساسا. ولم يتم مناقشة هذا الامر مع كل الأطراف؟
أن الموقف من قضية شعب الجنوب في هذة الأيام الصعبه يكشف ويشخص رصيد كل من يقف خلفه ويحدد المسافه التي تفصله أو تقربه أو تبعده من الناس. خصوصا ونحن نرى بأم أعيننا ويوميا شعبنا يُسلخ ويُذبح من قبل قوى الظلم والعدوان وعلى أرضه. هذا الشعب الذي ذهب في ثورته من ردفان في 14 أكتوبر 1963 للأنعتاق من ربق الأحتلال ومن أجل حريته وخبزه وكرامته وتطوره. يجد نفسه قد عادوا به الى المربع الأول وكأن لاشئ حصل.
ويأتي هذا الوضع نتيجة لفشل تجربة حركة القوميين العرب في تأسيس دولة في جنوب شبة الجزيرة العربية في صورة الجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني لاحقا:
حيث أن جمهورية اليمن الدمقراطية الشعبيه ظلت محاولة لتطبيق تجربة الحركة التي تعثرت كثيرا بحكم جملة من العوامل الذاتية والموضوعية.
تحويل الهوية الجنوب العربي لأستبدالها بالهوية اليمنية كان أهم العوامل الاساسية لبداية نشؤ الصراع, خصوصا بعد أعتماد قانون الهجرة والجنسية المعتمدة على الشروط القانونيه الدوليه للتعامل مع الوافدين من اليمن وفق القانون.
سيادة الوافدين من اليمن في القرار السيادي السياسي بحكم ثقل تواجدهم في الدولة الجديدة وقيادة الجبهة القومية برفضهم لمجمل قوانين الدولىة الحديثة بل وفرضهم الانقلاب في 22 ينيو 1969 على قحطان وفيصل مع صمت بل دور سلبي للعناصر القيادية الجنوبية, والتي مثلت أدوات تنفيذية لمشروع الأنقلاب.
السياسات المتبعة عملت على فرض الانعزال من المجتمع الاقليمي العربي والغربي.
الخضوع لسياسات الاتحاد السوفيتي لم ترتقي الى مستوى المصالح التي استفاد منها الجنوب غير الابقاء على الدعم للحفاظ على النظام السياسي وشحة قدرته على تمويل مشاريع التنمية؟
5- ركود الاقتصاد نتيجة سياسات العزلة وبفقدان ميناء عدن على مكانته كان السبب الهام والرئيس في تجفيف المصادر المالية لتغطة ليس فقط نفقات الدوله بل والاقتصاد ايضا.
6- عدم استغلال الثروات للضغط الدولي على النظام وتقييد المعسكر الشرقي شروط الاستثمار وفق تعاون دولي متبادل بين الشرق والغرب للحد من قوة واثر وهج التهديد الثوري الحماسي المغامر على دول النفط والخوف من شرارتها على
مجتمعاتهم التي افتقدت الحرية والعدالة فيها مقابل المعيشة فقط وبحدود سياساتهم.
7- أحتكار السلطة و مصادرة الديمقراطية منذ الأستقلال بمنع التعدد والتنوع السياسي والتداول السلمي للسلطة وشمولية نظام الحكم.
اضافة الى موقع الجنوب في جنوب اهم واكبر بحيرة في العالم بمنسوبها الجيوفيزائي يستنفذ الثروة النفطية لتلك البحيرة.
الخطأ القاتل لغياب دراسة حول واقع اليمن
ولو كان هولاء الذين يدعون اليوم بأنهم خرجوا ليعملوا على أنقاذ شعب الجنوب ويريدون تصدر المشهد السياسي وأحتكار القيادة بحجج أنهم من نفس ذلك المستودع الذي حكم الجنوب مابعد أستقلاله وحتى تسليمه الى اليمن الأمامي. كان من المفروض أولا أن يفكروا جيدا في قرار مثل هذا قبل الموافقة على الشروع في التوحد.
ولأهمية وضرورة أطلاع أبناء شعبنا على طبيعة نظام الحكم وفلسفتة ومن هي القوى المتحكمه في اليمن الأمامي( الجمهورية العربية اليمنية) والتي تعيق عمليات البناء والتطور, لابد من توضيح الحقائق التي للأسف لم يتم أستيعابها قبل مايو 1990 وحتى الداعون الى مشروع الفيدرالية اليوم.
وكما حللّ أبن خلدون على أن العصبية تحدد واقع أية مجتمع من خلال العوامل الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لتلك العصبية كأسس لقياس درجة تطور هذا المجتمع أو ذاك. وأن تداخلها مع تأثيرها على بعضها البعض توفر البئية اللازمة لضمان حياة المجتمع وتحميه بل وتعد حامل لنقل المجتمع من مرحلة الى أخرى في نسق تطور العملية التاريخية الانسانية. وتميّز سمات وخصائص المجتمع من حيث القبول والرفض والتعاطي مع العصبيات الأخرى .
وتأسيسا على ذلك وبالمنطق والعقل كان لا بد من القيام بدراسه الواقعين دراسة علمية دقيقة على أسس الأختلاف بين العصبيتن والعقليتين الناتجتين عنهما. وفروقات ذلك في أستيعاب مفاهيم الدوله والتكوين الأجتماعي والأقتصادي والثقافي لكلا الشعبين. ومعرفة تقبل البئة في اليمن لتأسيس الدولة الحديثة. والتمعن بموضوعية بخصوصيتها من حيث الموروث القبلي الامامي وانعكاسات هذة البئة على قبولها ومدى التعقيدات المحيطة بها ودرجة نضوج العوامل الذاتية والموضوعية كشروط حتمية تقرر درجة مسار الذهاب في الخطوات التأسيسية والتمهيدية التي تؤسس قواعد لتثبيت ضوابط النهج في التعامل مع مراحل تطور المشروع ذاتة قياسا بمقدور الاستيعاب الفكري للبئة الجديدة ويضمن سرعة عجلة التطور في اليمن ومدى ثقل حملها الكارثي في اعاقة تطور الجنوب واليمن بمقاييس العصر الحديث. وعلى أن يتم تأسيس مؤسسات دولة عصرية, تضمن وتسيطر وتتحكم بل وتحد من سلوكيات القبيلة والعسكرية وردود فعلهما على عدم مقاومة عملية التطبيق. بحكم عدم أستيعاب عقلية اليمن .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق