صدى عدن / خاص
بقلم : جمال حيدرة
ما كان يخشاه الجنوبيون يقفون اليوم على أعتابه وهم الذين استبشروا خيرا بشباب التغيير في تغيير النظرة القاصرة للجنوب وقضيته العادلة من قبل نظام إن كان ثمة ما يحسب له فليس سوى نجاحه الباهر في تأليب أنصاره وحتى معارضيه المنتميين للشمال على إخوانهم الجنوبيين ومن ثم حشدهم لاجتياح الجنوب بحرب سحقت الوحدة السلمية وأطاحت بمشروعها العظيم في السابع من يوليو من العام الف وتسعة مائة وأربعة وتسعين ميلادية
..
..
اجل كنا نتعشم خيرا برواد التغيير وقادة الثورة الشبابية الشعبية- التي كان للجنوب النصيب الأكبر من شهداءها بل وأولهم- في إنصاف شعب الجنوب من ظلم نظام قتل وسجن ونهب باسم وحدة لا يؤمن بوجودها سوى كافر بعد أن سقطت عدن وتقاذفت الشريك أمواج البحر إلى المنافي ولم يتبقى سوى ذكرى مؤلمة في قلوب جنوبيين أدركوا ساعتها أنهم ضحايا وهم كبير اسمه الوحدة.
ومع الشعور بالقهر الذي انتاب الجنوبيون تنامت مشاعر الكراهية والبغض تجاه نظام اتخذ من البطش وزنازين السجون وسيلة لتكميم الأفواه التي ظلت ومازالت تصرخ وتستنكر جرائمه وأساليب غدره،ولا توصيف للغبن الذي طال الجنوبيين طوال تلك السنوات العجاف وسط ضوضاء أغاني النصر المؤزر على مشروع الوحدة السلمية والدولة المدنية،بل ما زاد الجرح الجنوبي توسعا نزيف الشعارات التي جعلت من الوحدة رب صغير في نظر ومعتقد شعب كان هو الآخر ضحية نظام صالح،،حيث انه أي الشعب في الشمال وقف وبقوة في وجه كل من يذكر الجنوب أو يتحدث عن هموم مواطنيه،وبمجرد أن تنبس بكلمة في معاناة الجنوبيين سيثور عليك الصغير قبل الكبير ويقول بنبرة تهديدية الوحدة خط احمر، وسيغرقك بالألقاب التي فصلت بدائرة التوجيه المعنوي،كانفصال ومخرب... الخ
مؤخرا وبعد انطلاق الثورة الشبابية الشعبية في منتصف فبراير الماضي أدرك الناس أن الوحدة أيضا كانت كذبة من أكاذيب صالح،إذ لا معنى أو قيمة حقيقة لوحدة عمدت بالدم وعليه ارتفعت ولأول مرة في صنعاء وتعز وباقي المحافظات الأصوات المطالبة بالاعتذار للجنوب على ما اقترفته يدي صالح، كخطوة أولى على طريق حل القضية الجنوبية حلا عادلا وبالصيغة التي يرتضيها أبناء الجنوب.
وبما أن لكل فعل رد فعل أوتي من عدن إلى تعز بأكبر الأعلام الوحدوية على ظهر قافلة شبابية تداعت لنصرة تعز وثورة الشباب التي تعد امتدادا طبيعيا لثورة الجنوب السلمية،وتوالت قوافل النصر والإغاثة من كل أنحاء الجنوب إلى صنعاء واب والحديدة في مشهد تلاحمي اسقط آخر رهانات صالح.
اليوم وبعد أن قطعت الثورة الشبابية الشعبية السلمية جنوبا وشمالا مسافة كبيرة في طريق الخلاص من نظام صالح بدأ الخوف ينتاب أبناء الجنوب مرة أخرى من قوى سياسية وعسكرية وقبلية شاركت الرجل الحكم طوال سنيين حكمه وتتزعم الآن ثورة الشباب
خاصة وان تلك القوى لم تخلص النية حتى الآن تجاه الجنوب وقضيته العادلة وتعترف على اقل تقدير بالقضية الجنوبية وشهداء الحراك وقبل ذلكم تعتذر لأبناء الجنوب رسميا عن ما طالهم في عهد نظام صالح ابتداء بحرب أربعة وتسعين وما تبعها من جراء سياسة الظلم والإلحاق الممنهجة،وعلى تلك القوى أيضا تحدد شكل الدولة وطبيعة النظام لكي يطمئن أبناء الجنوب بان القادم ليس كالسابق..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق