الخميس، 4 أكتوبر 2012

الجزء الثاني من الحوار الصريح للجهادي السابق في افغنستان..أبو الفداء

 
ابو الفداء للوسط : القاعدة كانت تعي ان محسن وصالح في سلة واحدة .. وشباب الجهاد كانوا شرارة الثورة " الجزء الاخير "


المزاج العام للشارع الجنوبي يمثل قلقاً كبيراً لجاره في الشمال.
ليس من المنطق أن يكونوا ممن يناقشون القضية الجنوبية هم من يتربعون وأنصارهم على الكثير من الممتلكات الحسية والمعنوية المنهوبة والمسلوبة والموهوبة ونحوها التي منحوا إياها بدون وجه حق من الفريق المنتصر في تلك المرحلة .


التقاه / جمال عامــر
جريدة الوسط اليمنية

هذا هو الجزء الأخير من اللقاء الذي اجرته الوسط مع المجاهد رشاد محمد سعيد (أبو الفدا)


وكان ان استمر الحديث معه عن علاقته بأركان النظام السابق وعن لقائه مع مجاهدين 
من القاعدة مع الرئيس السابق وعن رؤيته ما إذا كانت القاعدة ستتوسع أم تنحسر بالإضافة إلى رؤية التيار الجهادي للقضية الجهادية ودعاة الانفصال وكذا عن مشاركة المجاهدين بالثورات العربية والثورة اليمنية خصوصا وكان إن سألناه أولا 

إن كان له علاقة  بعلي محسن؟
  فأجاب
-ليس لي أية علاقة بعلي محسن ولم ألتق به أبدا. 




*ومع الرئيس السابق علي عبدالله صالح؟ 
-التقيت به مرتين. 




*ما كان غرض اللقاء؟
-لطرح القضايا التي تحدثت عنها. 
*هل كنت وحدك أم ضمن شباب آخرين؟ 
-لا.. كنت مع مجموعة دخلنا على الرئيس وكنا أربعة عشر شخصا وكنت أنا المتحدث باسمهم والمرة الثانية كانت مجموعة كبيرة. 




*هل كانوا جميعهم من المجاهدين؟ 
-نعم. 




*هل هؤلاء لا داعي لذكر أسمائهم أيضا؟ 
-هم معروفون بعضهم قد مات. 




*من أبرزهم؟ 
-في اللقاء الأخير كان موجوداً علي مرداف -رحمه الله- وقد قتل في الصومال، وكان أيضا عبدالعزيز بن عنش وسجن 8 سنوات وقتل أيضا في الصومال وأبو عاصم الأهدل وشخصيات أخرى. 




*استمرار هؤلاء بالقاعدة يعني أن من التقت بهم السلطة لم يتركوا الجهاد؟ 
-لا.. لا.. لم يتركوا الجهاد ولم نلتق مع أية شخصية مسئولة لمناقشة مثل هذا الأمر لان الجهاد يعتبر شعيرة للدفاع عن المستضعفين وليس للاعتداء وإنما لنصرة المسلمين. 




*ولكن ما يعتبر جهادا من وجهة نظركم تعتبره الحكومة إرهاباً؟ 
-للحكومة ظاهر وباطن، عندما تلتقي بالشباب يقولون قولا وعندما يصرحون يقولون أقوالاً أخرى، ونحن نقول إن الجهاد لا أحد ينكر أنه شعيرة والأمة المسلمة من حقها أن تدافع عن حقوقها. 




*هناك احداث مرت وانتهت دون معرفة ما حصل، مثلا الاستيلاء السهل من أنصار الشريعة على قلعة رداع ثم خروجهم منها.. هل أنت مطلع على أمر كهذا؟
-نعم لقد كنت متابعا عن قرب مع الإخوة الذين كانوا مباشرين هناك أولا لم يكن في رداع شيء يمكن أن يدعو إلى الدخول إليها، ولكن نتيجة للفراغ وحدوث حالة من الانفلات في كل شيء وغياب الأمن وجد من إفساد هذه المنطقة من يمكن أن يقيم العدل ويصلح أوضاعهم، وأهل رداع ذو قيم وشيم وأنفة فكيف يتقبلون بأغراب يحتلونهم كما صرح السكرتير الإعلامي أحمد الصوفي أو عبده الجندي أو غيره، وكان الدخول لشغل الفراغ الموجود فقامت الدنيا ولم تقعد من كل الجهات بما فيها القوى الوطنية والإسلامية واستدعاء الأغراب وهي المصيبة والمأساة مع أن مسجد العامرية الذي هو مغلق منذ خمس عشر عاما كان أول من صعد على منبره الشطي وهو من الإخوان المسلمين ثم لما صار التوافق على خروج الشباب كان بأسلوب حواري راقٍ وتولاه مشائخ القبائل كالمقدشي والقوسي والشخصيات النافذة والمحترمة المقبولة، وتم التوافق على بعض النقاط التي لا يختلف عليها اثنان من تشكيل مجلس أهلي لحل مشاكل المنطقة وحل أزماتها وتطبيق الشريعة التي هي مطلب يمني.. بقاء مسجد العامرية كما هو مفتوح لتأدية الشعائر فيه، عدم ملاحقة الشباب الذين يتبعون الشيخ طارق الذهب -رحمه الله- من المحافظات الأخرى، وإطلاق عدد من المعتقلين. 




*وهذا الأخير تم؟
-نعم.. تم الإفراج عن بعض المعتقلين، ولكن المنطقة بقيت على سيابها وبقي مسجد العامرية مفتوحاً، ثم بعد ذلك نقض العهد بمقتل الشيخ طارق بعد مشادة بسبب تواجده مع آخرين من المناطق الأخرى وتم قتله. 




*أين كان دور علي محسن وأعرف أن دوره محوري؟ 
-ما أعرفه أن الإخوة خيوطهم مع علي محسن ليست حميمة. 




*من تقصد؟ 
-أنصار الشريعة والمجاهدون، لأنهم يعتقدون أن علي محسن هو من يقود المعركة الفعلية ضد أنصار الشريعة والقاعدة. 




*لماذا هذا التغير بعد أن كان قريبا من القاعدة والمجاهدين؟ هل جاء التغير بعد تدخله في الثورة؟ 
-التغير كان من قبل وسبب القرب في السابق أن كل من هاجمته أمريكا وطاردته صار قريبا من القاعدة، وعلي محسن كان يقوم بدور متفق بينه وبين علي عبدالله صالح على احتواء كل المكونات التي يمكن أن تقبل بالطرف الآخر. 




*هل القاعدة كانت تعي هذا الدور؟
-بالتأكيد ويعتبرون أن علي صالح وعلي محسن في سلة واحدة. 
*ولكن هناك من المجاهدين ما زالوا مع علي محسن وبعضها في حراسته؟ 
-هؤلاء ليسوا من جماعة أنصار الشريعة والقاعدة ولكن هؤلاء مجاهدون قدامى أما أن يكون مستقلا ليس له انتماء وأنا أعرف بعضهم، وإما أن يكونوا ممن هم تابعون لجماعة الإخوان المسلمين.




*هل تعتقد على الأقل كاستقراء أن القاعدة بعد كل ما نالها قد ضعفت وكسرت شوكتها؟ 
-يا أخي أنصار الشريعة أو القاعدة ليسوا نشازا من المجتمع.. هم من رحمه سواء بثقافتهم الشرعية أو الفكرية، وهناك خلاف في وسائل التعامل مع هذه الأفكار وتنفيذها، فهم سلفيو الفكر والمنهج وينشدون وسائل السلفية أيضا لديهم مشروع سياسي وإنقاذ ينشدونه يتمثل في إنقاذ الأمة ورد الأمة الإسلامية إلى حضيرتها ورد الحقوق المنهوبة إلى أصحابها ورفع الوصاية الأمريكية عن الأنظمة أو الشعوب عموما، رفع الظلم عن المستضعفين. 
والخلاف الذي مع بعض الجهات الأخرى هو في وسيلة الجهاد وتفصيلات الوسائل من زرع مفخخات وعمليات استشهادية وغيرها. 
وعناصر القاعدة ليسوا نشازا في المجتمع سواء بمكونهم الفكري أو الاجتماعي ليكونوا منبوذين، ولذلك أنتم تجدون أن هناك من الجماعات الإسلامية الأخرى من انضوى في إطار القاعدة وهذا التنظيم ليس لديه محاضن ليربي ويعلم ويدرس، ولذا فإن أصحاب العلوم الشرعية والتقنية يأتون إليه ويفيدوه ويطوروا إمكانياته وطرق مواجهاته وهذا لا يأتي إلا من خلال الانتقال من الجماعات الدينية الموجودة في الساحة سواء أكانوا سلفيين أو إخوان مسلمين أو كانوا تبليغ، وهو دليل على أن القاعدة هي من رحم الأمة سواء بثقافتهم الشرعية أو الفكرية، فقط هم بحاجة إلى كيف يديرون مرحلتهم مع المجتمع وتغليب الجانب الدعوي.




*ولكن كل العمليات التي قامت بها القاعدة في اليمن ليس لها علاقة بالدين بل ويحرمها ويجرمها فكيف يمكن تفهم تفجير مجلس عزاء كما حدث في زنجبار أو قتل جنود وطلاب أبرياء كما حصل في صنعاء؟ 
-العمليات التي حصلت تعبر عن أصحابها سواء التي كانت في السبعين أو في العزاء أو في غيرها. 
ثانيا أتصور ان هذا التحول خطير جدا سيكون له آثار سلبية على البلد برمتها سواء كتيار جهادي أو تيار سياسي أو أمة ليس لها انتماء. فتجربة العراق ماثلة في أذهاننا لأنه عندما استطاعت القوى الداخلية والخارجية لتحويل بوصلة العمليات الجهادية ضد أمريكا إلى الداخل بحجة أن هذا هدف ومترس للآخرين
والتوسع في إراقة الدماء من شأنه أن يفقد المشروع الجهادي مضمونه وسيفقده شرعيته وثقته، وبالتالي فإن الأمة التي أنا أقاتل من أجلها أقوم بإدخال المآتم إلى بيوتها فكيف ستتقبلني يوماً من الأيام وينبغي للداعية أيا كان توجهه جهاديا أو دعويا أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى الدعوة بقوله "حتى لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه" فهذه العمليات بالتقييم العام الجماهيري للأمة المسلمة أنها لم تكن في موقعها المناسب، وهي تعتبر نجاحا للعدو الذي تمكن من حرف بوصلة الجهاد، وهي طريقة تتم سواء عرفها الآخرون أم لم يشعروا، وأنا أنادي الإخوة في جماعة أنصار الشريعة أو القاعدة على أنهم أصحاب مشروع سامياً، عليهم أن يحافظوا على سمو مشروعهم عند استخدام الوسائل وينبغي أن يقصدوا الأمة في الوسيلة قبل أن يقصدوا العدو لديهم، فالأمة هي المقصودة بالاستهداف، فهل سيشفي غليلها القيام بمثل هذه الأعمال أم يزيدها حزنا وإيلاما، وهنا تحتاج إلى فقه أوسع في مقاصد الشريعة في السياسة الشرعية. 




*هل تعتقد أن القاعدة ستنحسر أم ستزداد توسعا؟ 
-ستزداد توسعا ومراجعة للوسائل أنا متأكد من هذا، فالتوسع البشري سيحصل مثلما سيتم مراجعة في الوسائل وسيكون هناك نضوج في التعامل مع العمليات التي لا تعبر عن المنهج الفكري والسياسي لدى تنظيم القاعدة من عدم تبنيها وإنكارها ولذلك نحن نريد من الإخوة أيا كانوا أن يرتقوا إلى مستوى قوى طالبان عندما تجد عملا وإن كان في ظهر العدو فإنها لا تتبناه إذا لم يكن من أعمالها وتعلن عدم مسئوليتها. 
ولذلك فإن التوسع البشري سيحصل مهما زادت المكايدات، وأرى أن ثقافة الحوار هو الأسلم والوسيلة المثلى لحل كل الإشكاليات ومعطياته الممكنة. وبالذات بعد تصدّر الجماعات الإسلامية للمشروع السياسي في البلاد العربية وبلدان الربيع العربي عندما تتحرر هذه الأنظمة من أن تكون أجندة ووسائل للقوة الخارجية. 




* هل يوجد في اليمن قيادة واحدة للقاعدة للتحاور معها؟
-القاعدة في اليمن ممثلة بشخص الشيخ أبو بصير ونحن نعرف أنه رجل عاقل وطالب علم، ولم يأت من رحم المعسكر فقط، فهو طالب علم تتلمذ على يد الشيخ أسامة بن لادن الذي يعد فلتة هذا العصر بأدبه وأخلاقه ورحمته وإحسانه وكان أكثر الناس قربا منه بصفته كان سكرتيرا لأسامة، فنحن نعرف عنه كل القيم التي تؤهل لمراجعة كل التصرفات داخل المجتمع المدني من الاستهدافات في الأماكن التي لا تليق.




*هل تعرف أبو بصير شخصيا؟ 
-نعم أعرفه شخصيا وبيننا صداقة وود ومحبة في الله وندعو له أن يطيل الله في عمره ويحسن عمله. 




*متى كان آخر لقاء لك به؟
-كان ذلك قبل عودتي إلى اليمن من أفغانستان في 2001م والقرب منه مكسب.. ولو هناك إرادة لدى السلطة الحاكمة اليوم لن يعوقها الوصول إلى الشيخ أبو بصير واللقاء معه مع الضمانات الأمنية لأن أمريكا أو السعودية أو السلطات الأمنية اليمنية لا تبالي أن تقتل وزيراً أو وزيرين أو علماء من أجل استهدافه. 
*ولكن ألست معي أن الاختطافات التي تمت من قبل أنصار الشريعة ضد القنصل السعودي المسلم أو الفرنسي العامل في منظمة إنسانية أو حتى ضد المواطنة السويسرية التي ما زالت في الأسر منذ أشهر رغم أن هذه الدولة ليست محاربة تخرج أنصار الشريعة من كونها تملك قضية إلى عصابة تبحث عن المال الذي يدفع كفدية؟ 
-هذه من التحولات الجديدة التي لم تكن مألوفة في تنظيم القاعدة الأم، والقنصل السعودي لم تكن عملية اختطافه عشوائية وعبثية بل كانت مسألة مطالب، فقبل أن تخطئهم ننظر ما هي مطالبهم فالخاطف سعودي والمخطوف سعودي، فما هي مطالب الخاطف؟ الخاطف يطالب بحرائر وأعراض ولأن لا نناقش ما هي وسيلته لانه استخدم الخطف لأن الأجهزة الأمنية تختطف من داخل غرف النوم ومن المساجد ومن الأسواق وترميهم سنين. 




*ولكن الأجهزة السعودية أطلقت خمس نساء.. 
-لم يكن لهن علاقة.. أين وفاء اليحيى الذي طال اختطافها ثمان سنوات ولم نعرف زوجها ولا أباها ولا أمها مع ثلاثة من أولادها. النظام المالكي في العراق يعتقل حسناء العمرانية وبعد سنوات قلائل أطلقها وهي زوجة القائد العسكري أبو المهاجر المصري وأعلمت أسرتها وبقوا على تواصل وحكمت عليها. 
عافية الصديقي أيضا متهمة بالقاعدة واعتقلتها أمريكا مع أولادها وتم إطلاق أولادها ثم أعلموا أهلها بحالها والتواصل معها وكذلك هيلة القصير وغيرها من النساء فهؤلاء يطالبون بحرائرهم وأعراضاً لهم، فلماذا نحن لا نقول إن هؤلاء طرفان متخاصمان نسأل عن المطالب لا فرق عندنا في العدل والإسلام بين الراعي والرعية وكذلك القانون. 




*ولكن نعلم أنه كان قد تم الاتفاق وأن الخلاف وصل حول الفدية؟
-نعم تم الاتفاق وطلبوا فدية ولكنهم شعروا أو وصلت إليهم معلومات عن أن هناك كميناً سيحصل حين يتم ضرب الوسطاء فتتفحم دنانيرهم وأجسادهم فماذا كسبوا وماذا أنتجوا فلا بد أن يكون هناك وسيط عنده قدرة على الضمانة ما يمكنه على تأمين الطرف الآخر على جمله وما حمل.. فلم يكن الخلاف كما تقول وسائل الإعلام على المسائل المادية، هذا غير مألوف لدى الجماعات الجهادية وإنما ناتج لوضع أمني خشية كمين لمعلومات وصلتهم ومواقف معينة.




* وماذا عن السويسرية وهي امرأة مسالمة غير محاربة؟ 
-السويسرية -ومن وجهة نظري- أن الإسلام فرق بين المحارب وغير المحارب فالشعب السويسري ليس من ضمن الشعوب المحاربة ولا شأن لها بما يدور في الخارج، ولذلك ينبغي على الإخوة الذين في يدهم السويسرية أن يطلقوها كرسالة يستفيدون منها لدى الشعوب التي دولهم محاربة كبريطانيا وإيطاليا وفرنسا وعلى رأسهم أمريكا، هذه دول محاربة لديها جنود وأجندة في كل البلاد العربية والإسلامية تقتل وتقاتل وعليهم أن يطلقوها كرسالة باعتبار أننا لا نستهدف رعايا الدول التي لا تحاربنا ونذكرهم بالدور المشرف في إطلاق الفرنسي الذي مثلت القاعدة دور الوسيط في إطلاقه ولذلك ومن حيث الإخوة والحرص على العمل الإسلامي القادم فإن إطلاق السويسرية سيمثل لهم نصرا إنسانيا وأخلاقيا يكسبون به في الداخل والخارج إذ لا فائدة سياسية أو عسكرية من بقائها رهن الاعتقال. 




*أنصار الشريعة انتقلت من أبين وشبوة إلى المناطق الوسطى في إب - دمت- النادرة وغيرها.. ما الذي يمثله ذلك من استراتيجية؟
-لقد كنت من المبكرين بالتحذير من أن تتحول محافظة إب إلى ساحة معركة شديدة تتوسع فيها الطائرات الأمريكية فتاريخ المنطقة الوسطى معروف أنها منطقة جبلية حصينة استعصت على الكثيرين أيام الجبهة، وموجود فيها زخم جماهيري تستطيع أن تتحرك به والشباب لم يتحركوا لإيجاد بؤر تماثل ما حصل في جعار وشبوة وحين يتم الحديث بهذا الشكل فإنه استهلاك لأدوار مشبوهة، فتواجدهم باعتبارهم من أبناء المنطقة ذهبوا إلى أبين وما والاها نتاج مرحلة وحين انتهت عادوا إلى مناطقهم كما كانوا سابقا ليمارسوا حياتهم الطبيعية وعلمي ومعرفتي بهؤلاء الشباب فإن هؤلاء ليس لديهم نيات في إسقاط تلك المديريات تحت أيديهم، والترويج بأن هدف هؤلاء هو السلطة والنفوذ هو من باب الاصطياد في الماء العكر وممكن تستخدم فيه أجندة خارجية للطائرات الأمريكية أو غيرها وسيحصل ما لا يحمد عقباه، ولو استهدفت هذه المناطق فإنها لن تهدأ، فاستهداف المنطقة الوسطى يعني إيجاد بؤرة صراع سيصعب عليهم إغلاقها فهم يعلمون أن هذه المنطقة تحيط بها البيضاء التي لا يوجد فيها دولة حتى في البدلة العسكرية بل لأنصار الشريعة هناك تواجد قبلي وبشري وجغرافي.
وكذلك الضالع وهي خارج سيطرة الدولة برمتها والمنطقة الوسطى سيحكمها الأقوى فالمغامرة بالتجاوب مع تلك التقارير الاستخباراتية سواء أكانت صادقة أو لا من أن هذه المناطق قد صارت مناطق نفوذ لتنظيم القاعدة، فمعنى ذلك أن مناطق اليمن كلها تحت نفوذ القاعدة فنحن نعرف أنه ليس هناك مديرية في محافظات اليمن إلا وفيها أفراد ارتبطوا بأنصار الشريعة سواء ارتباطاً روحياً أو ميدانياً دون أن ينظروا إلى وسائلها باعتبار المجاهدين ضد الاحتلال الأمريكي والوصاية الخارجية لليمن ولأنهم الوحيدون الذي تستهدفهم أمريكا والسعودية، فهل بعد أن ضربت حضرموت ستدخل إب .. والسؤال هل الشباب الذين في السدة أو الرضمة أو في النادرة أو في دمت ارتكبوا جرما يجرمه القانون أم أنها كلها دعوى استخباراتية وإعلامية، وأكرر بعدم ارتكاب حماقات في هذه المناطق.




*إلى أي مدى كان لتنافس الأمن القومي والأمن السياسي على الإمساك بملف القاعدة عاملا مساعدا لها في التحرك والتوسع؟
-أنصار القاعدة وشباب الجهاد تحركوا أكثر عندما ضعفت سلطة الدولة وعندما قطعت حبال كثيرة جدا من الحوار. وكما قلت لك فإن النظام السابق كان يغازل الطرفين أمريكا وشباب الجهاد والقاعدة ويحاول أن لا يعطي أمريكا كل شيء داخل البلد مثلما لا يستعدي القاعدة فتتحول إلى مواجهات يدفع ثمنها هو. 
الأمن القومي يعتبر المقبول أمريكيا لاستلام هذا الملف لأن الأمن السياسي متهم بأنه مخترق من القبائل ومن الإسلاميين ومن القاعدة وفي الحقيقة لا يوجد اختراق من القاعدة للأمن السياسي بالحجم الذي يقولونه. 
والأمن السياسي كان يحاول ان يوجد توازناً بين الاستجابة للطلبات والضغوط الخارجية وبين عدم توتير وتفجير الوضع في الداخل وإلا فإن الأمن السياسي عند القاعدة يعد من الخصوم، ويعتبر ضمن قوائم الاستهداف لديهم مثلهم مثل الأجهزة الأخرى. لكن الأمن القومي أمريكا أكثر ميولا إليه لأنه يمكن أن يحقق لها أكثر، لأنه محصن مع أن المفروض أن تكون أجهزة الاستخبارات مؤسسات وطنية تحمي السيادة والقيم الوطنية ولا تبقي نفسها متارس معلوماتية للأجندة الخارجية.




*ولكني أعلم أن الأمن القومي -أيضاً- اجتمع مع المجاهدين القدامى وشكل لجان تواصل معهم في أغلب المحافظات؟
-صحيح حصلت لقاءات مع بعض المجاهدين وتم حل كثير من القضايا وكان يمارس نفس الدور الذي كان يمارسه الأمن السياسي، ومع ذلك هذه نظرة أمريكا إليه وهي نفس النظرة التي كانت تنظر بها إلى علي محسن لأسباب قد تكون خافية لدينا. 
الأمن القومي التقى ببعض الشباب عالج بعض الملفات، حد من بعض الصراعات وكان له دور، ولكن في الفترة الأخيرة خفت مثل هذه الخطوات كثيرا.




. ألا يؤكد ماتقول عن الأجهزة الأمنية عن علاقتك بها ؟
. قلت سابقاً مع الصحافة المحلية والأجنبية أنه ليس لي علاقة رسمية مع أي حكومة سابقة أو حاليه وليس لي أي وظيفة مدنية أو غيرها وعلاقتي بالحكومات علاقة مواطن له حقوق يطالب ويناضل من اجلها وعليه واجبات يجب أن يؤديها بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية والمصلحة العامة للأمة .
وأما عن علاقتي بالمسؤولين فالحمد لله أتمتع بعلاقات واسعة مع الكثير من الشخصيات الاجتماعية والسياسية الرسمية والمدنية ومثلي في هذه العلاقات مثل الكثير من أبناء الأمة اليمنية باختلاف توجهاتهم في استثمار هذه العلاقات العامة في رفع المظالم ورد الحقوق وتحقيق الأمن والاستقرار بما تمليه الظروف وحسب الممكن 
وأما ما يثار من علاقتي مع رئيس الجهاز أكثر من غيره فهو أمر طبيعي كونه المسؤول والمختص المباشر عن ملف المعتقلين والمطاردين على ذمة ما يسمى ( الإرهاب ) كغيري من الشباب والشخصيات في إطار المسؤولية الشرعية والوطنية والأخلاقية في التخفيف من حدة التوتر وتجنيب البلد مزيداً من الصراع والتدهور والتدخلات الأجنبية وإراقة الدماء وإطلاق الأسرى والمعتقلين وتأمين المطاردين

*والحال هكذا كيف ترى أنه يمكن الحد من تغول القاعدة؟ 
-هؤلاء الناس اصحاب مشروع وهم الآن أرضاً وإنساناً يقولون نريد أن نطبق الشريعة الإسلامية وننصر المستضعفين ونخرج المسجونين، نريد أن نعيش في ظل دولة تحكمني تعطيني حقوقي وأؤدي واجباتي، وهذه يمكن النقاش حولها والاختلاف حينما نكون بعيدين وحين يتم الالتقاء فإنه يمكن الاتفاق عليها أو حلها.




*ولكن الرئيس يشترط أن يكون ترك السلاح والتخلي عن الأفكار أولا؟
-ليس له طلب ترك الأفكار وهو يسبح في فلك آخر قد عجز عن تحقيقه سابقوه، يمكن أن يقول يترك السلاح ولكن الآخرون سيقولون هات الضمانات، فطائرات أمريكا تقصفني وأجهزة استخبارات وسجون بالمجهول تعتقلني وأوضاع إعاقة تلاحقني ومظالم تطاردني فكيف إذاً تطالبني بترك سلاحي، طيب اجعل القبائل تترك سلاحها وكذا التيار الحوثي الذي يتمدد الآن سياسيا وجغرافيا ولن يترك سلاحه لأنك لم تعطه حقوقه بحجم مشروعه ونفوذه البشري وهؤلاء كذلك.
فلماذا عبدربه منصور هادي أو غيره من القوى يفتحون أذرعهم لكل القوى الداخلية والخارجية بما فيها الأجندة التدميرية للوطن مثل الانفصاليين وغيرهم بينما القاعدة لأنها فيتو أمريكي لا يسمح للتحاور معها؟




*السبب أن القاعدة تمارس العنف وتقتل وتفجر؟!
-وأولئك يقتلون ويفجرون ويقومون بعمليات. 
*إلا أنهم لم يستهدفوا الدولة؟ 
-المعلوم أن الحوثيين تسببوا في عشرات الآلاف من القتلى من الجنود وتزلزل جيش تحت مطالبهم.




*ولكنهم لم يقوموا بعمليات انتحارية ضد أهداف وانتهى ذلك؟ 
-نعم انتهى بعد أن صاروا قوة ضاغطة تؤثر في اتخاذ القرارات ولتكن القاعدة قوة ضاغطة مماثلة لتشارك في صنع القرارات، القاعدة لا تريد حمل السلاح ونحن نعيش بدون حمل السلاح لكن لدينا مطالب وأضرب لك مثلاً: نحن في شهر 3 من 2011م قمنا بالتحضير لمسيرة في صنعاء واعتصام في الستين وأمام الأمن السياسي وكان معنا شباب مطلوبون أمنيا من كثير من المحافظات وبدل من حمل البندقية حملنا الراية البيضاء أطلقوا المعتقلين ولم يطلق احد. وحين يأتي المطلوب أمنيا وقد ترك سلاحه ورفع الراية البيضاء ويقول فقط اطلق ابن عمي أو أخي أو زميلي لا يتم الالتفات إليه. 




*كم تعتقد عدد المعتقلين من القاعدة هل هناك إحصائية؟ 
-لا.. ليس لدينا إحصائية دقيقة وهم بالمئات وكان هناك وعود في رمضان من أنه سيتم إطلاق كثيرين وتم إعداد كشوفات من المحافظات وهناك من ضباط الاستخبارات من يقولون بالفم المليان من أن المعتقلين ليس لديهم قضايا ولا مبرراً لبقائهم. 



*ولكن أعلم أنه تم إطلاق العديد من أمن سياسي صنعاء؟

-نعم تم إطلاق خمسة عشر فردا وتبعهم في 27 رمضان حوالى سبعة عشر من المرحلين من السعودية وسوريا، بينما شباب الحديدة وإب وتعز وآخرين صار لهم في السجون سنوات لم يتم إطلاقهم فماذا تتوقع من هؤلاء.
عبدربه منصور كرجل ليس جديداً على البلد حينما يسجن شخصا ثمان سنوات ماذا تتوقع من أسرته.. أن تشكره؟! أقول لعبدربه إن بعض أفراد من منطقته "الوضيع" موجودون من سنين طويلة لم يعرفوا القاعدة إلا داخل السجون. هذه ملفات شائكة تسال فيها دماء والقتل فيها بالجملة، ألا تستحق أن تأخذ وقتاً من الدراسة من قبل الأجهزة الأمنية ومن المشائخ والسياسيين والعلماء لحل مثل هذا الملف، ولكن لا توجد إرادة لأن ملف المعتقلين ليس وطنيا، وإنما ملف أمني خارجي أمريكي سعودي تحت أياد يمنية كحارسة وسجانة لا يملكون اتخاذ قرارات حاسمة. 
فيما يخص المزاج العام في الجنوب المطالب بالانفصال والذي كان لافتا أن علماء وسلفيين 
صار لهم منفس المطلب كيف تفسر ذلك ؟
تمر بمنعطف خطير وحرج وصار المزاج العام للشارع الجنوبي يمثل قلقاً كبيراً لجاره في الشمال 
وبالذات بعد دخول بعضا من النخب الفكرية والعلمية واستدعاء المصوغات والمبررات الشرعية والاجتماعية من قبل البعض وزيادة التدخلات والأجندات الخارجية للقوى الإقليمية والدولية المتصارعة والتي خلقت انقساماً حاداً داخل المجتمع الجنوبي والشمالي معاً وأصبح يهدد السلم الأهلي والمجتمعي . 
. ولكن السعي نحو الانفصال صار له أنصاره
الذين يتزايدون وبالذات مع التلكؤ في حل القضية الجنوبية
. نعم القضية الجنوبية مؤخراً أخذت تطوراً سريعاً وتصاعداً كبيراً لفريق الانفصال كون الانفصال خيارا قائما في نقاط التقاسم الدولي والإقليمي للمهمات في اليمن كنتاج للمبادرة الخليجية وللأسف تحولت القضايا الشخصية لرجال الحرب في البلد إلى مشاريع إنقاذ تلبس الثياب الوطني التحرري رغم ملفاتهم الثقيلة في الكوارث التي ارتكبوها في حق الشعب الجنوبي والشمالي من الطرفين .
ونحن بدورنا الأخلاقي والشرعي والوطني نناشد العلماء خاصة والوجهاء عامة بعقد مؤتمر حول القضية وتداعياتها وسرعة حل المشكلات ورفع المظالم ورد الحقوق والتي هي نتاج عقدين من الزمن مورس فيها أبشع أنواع الظلم والاستبداد والإقصاء والتهميش في حق الأرض والإنسان , شارك فيها شركاء الحرب والسياسين منذ الوحدة . 
وهذه المظالم العظام هي التي كرست مزاج الانفصال واستجابة الشعب الجنوبي لهذه الدعوات ممن نبذوا سابقاً .
ونناشد كل من استلم هبة أو استحقاق مرحلة من أرض أو عقار أو وظيفة بديل أن يرجعه إلى أهله براءة لذمته أمام الله والأمة فليس من المنطق أن يكونوا ممن يناقشون القضية الجنوبية هم من يتربعون وأنصارهم على الكثير من الممتلكات الحسية والمعنوية المنهوبة والمسلوبة والموهوبة ونحوها التي منحوا إياها بدون وجه حق من الفريق المنتصر في تلك المرحلة .
و الحفاظ على الوحدة هي مسؤولية أخلاقية وشرعية ووطنية في عنق الجميع حيث لا يجوز تقسيم المقسم ،والسرعة في إيجاد مخرج لهذه القضية وتحييد من كانوا سببا فيها ثم محاسبتهم على جرائمهم في حقها وحق الأمة أرضا وإنسانا فلا تصالح ولا اعتذار إلا بإرجاع الحقوق ورفع المظالم 

الثورات العربية أو الربيع العربي أين موقفكم وما دوركم ؟؟؟
الثورة اليمنية هي امتداد وإلهام من الثورات العربية في تونس ومصر رغم المعطيات المختلفة لكن الحرية والكرامة والعدالة والعيش الكريم هي القاسم المشترك والثورة اليمنية مرت بمراحل متعددة وتعرضت لمنعطفات خطيرة حساسة وتآمرات كثيرة " داخلية وخارجية " أفرغتها من مضمونها وأبرزت في نهايتها رؤوس متعددة تعبث بالشعب ومصالحة بمسمى المصالحة الوطنية وكل هذه الرؤوس هي أقطاب الظلم والاستبداد والفساد السابق فالواقع السياسي والسلطوي اليوم هو امتداد للفساد والاستبداد للنظام السابق وإن كان بصورة أبشع من إسلام البلد وهدر سيادتها وتعطيل ودستورها وقوانينها وإفراغ دور العقلاء والمصلحين فيها وإرهانها للخارج في كل المجالات وتحويلها إلى ساحة صراع ومعركة إقليمية واستقطابات وصراعات داخلية حادة تهدد السلم الأهلي والمجتمعي.




ولكن هل شارك الشباب في الثورات العربية ؟
.نعم شارك شباب الجهاد في كل البلدان بل كانوا شرارتها في كل الميادين والساحات الثورية في أكثر من بلد ومثلوا عامل حسم في أكثر من مكان من تونس ومصر ثم ليبيا واليوم في سوريا وكانت مشاركتهم وحضورهم فاعل في كل المجالات الثورية الميدانية والاجتماعية والسياسية معاً.
وفي اليمن كان لهم حضور في أكثر من ساحة رغم المضايقات الحزبية والمناكفات الفكرية والمكايدات والملاحقات الأمنية إلا أننا كنا نراها فرصة رائعة للتطور في الأداء في وسائل التغيير الممكنة بأقل الكلف وإن كان لم يرق ذلك للكثير لاعتبارات سياسية وحزبية .
ونرى أن الثورات العربية هي امتداد لدعوة المجاهدين والدعاة المصلحين للغير والتصحيح منذ أكثر من عقدين من وجوب خلع وإسقاط هذه الأنظمة الفاسدة والعميلة بكل الوسائل الممكنة .
وكل ما قالته الثورات العربية ورموزها قلناه سابقاً عبر المنابر والكتب والكتيبات وبكل الوسائل الإعلامية والتوعوية المتاحة والشبكة العنكبوتية تزخر بذلك حينها كنا نوصف بالخوارج ودعاة الفتنة والله المستعان . 
واليوم في اليمن وبعد الذي جرى إلى اللحظة من تخييب لأمال وتضحيات الشعب عامة و الثوار خاصة ندعوا إلى ثورة ثانية بعدما فقدت معطيات إنقاذ الثورة بسبب سيطرة شركاء النظام السابق وأركانه عليها وتقزيم مخرجاتها وإفراغها من مضمونها وارهان تحقيق أهدافها ومطالبها إلى قوى إقليمية ودولية تحت مظلة المبادرة الخليجية ورعاتها وقرار مجلس الأمن .
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :