الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

(حديث الأربعاء) اغتصاب إرادة شعب !( 3- 4 )

عدن الغد\أحمد عمر بن فريد
اغتصاب إرادة شعب !
أربع رسائل رأيت انه من المهم إرسالها إلى من يستحقها ممن اعتقد أنهم " بما يفعلون " أصبحوا شركاء في اغتصاب إرادة شعب الجنوب .. أنها رسائل تحتوي في مضمونها على شئ من مخاطبة الضمير وشئ من مخاطبة العقل .. كما أنها تتعاطى مع " قضية الجنوب " بواقعية شديدة تبدو غير موجودة في ذهنية من تخصهم هذه الرسائل .
الرسالة الثالثة:
 إلى جميع قيادات ووجهاء واعيان وسلاطين ورجال دين وأمراء ومشايخ ومثقفي ونخب ورجال أعمال الجنوب ..إلى كل من لديه المقدرة على المساهمة في تحرير الجنوب بلا استثناء .
الشئ الأكيد ان " الجنوب " كوطن عربي .. أو كدولة عربية وطنية نالت استقلالها وسيادتها على أرضها عام 1967 م لا يشكل " حالة استثنائية " في الكيفية او في الظروف السياسية التي تشكلت فيها ما سمي بعد ذلك اصطلاحا بالدولة العربية الوطنية او " الدولة القطرية " كما ورد في كراريس الأحزاب العربية القومية . لكن الأكيد ايضا ان هذا الوطن شكل في مرحلة ما بعد الاستقلال " حالة استثنائية " تختلف تماما في تجربتها عن سائر تجارب الدول العربية الأخرى الممتدة من المحيط إلى الخليج في كل شئ تقريبا .
ولعل العنوان الأبرز للنتيجة النهائية لمسيرة هذه الدولة وهذا الشعب , تتمثل في إننا نقف اليوم أمام حالة تحول فيها شعب الجنوب إلى الشعب العربي الوحيد الذي لا يملك وطن !! .. أو الشعب العربي الوحيد الذي لا يملك إي سيادة على ترابه الوطني !! ... إذا نحن أمام حالة لشعب عربي تجاوزه " الشعب الفلسطيني " المحتل بمراحل في حيثية سيادته على أرضه وتمكنه من قراره الوطني .. فهاهو محمود عباس يحكم في الضفة الغربية بينما يحكم إسماعيل هنية في قطاع غزة !.. في حين لا يملك اليوم السلطان العفيفي أو الرئيس ناصر او الرئيس حيدر او الرئيس البيض او الأستاذ الجفري او الشيخ صالح بن فريد او الزعيم باعوم او السلطان غالب او السلطان الكثيري او الأمير شعفل او الشيخ النقيب .. أو .. أو .. إي سيادة على إي ذرة من تراب دولة الجنوب ... أنهم يملكون (( لا شئ )).. أنهم ومتى وطئت أقدامهم ارض الجنوب لا يتجاوز وضعهم في معظم الأحوال وضع " الزائر – المؤقت – المرحب به " من قبل قومه .. وفي أحسن الأحوال لا يتجاوز حالة أو وضع " المناضل " الذي يملك طموحات في صدره وفكره , ولا يملك " حيله أو وسيلة " لترجمة تلك الطموحات إلى واقع نضالي على الأرض !
أيها السادة .. علينا ان نعترف إننا بما فعلنا , وبما نفعل حاليا , إنما نمارس " الخطيئة الوطنية " في اسوأ معانيها وأشكالها ان جاز التعبير .. علينا ان ندرك ان ننساهم من حيث لا ندري ولا نعلم في اغتصاب إرادة شعب الجنوب في حريته وكرامته وسيادته على أرضه ... أيها السادة علينا ان نتمعن جيدا وبهدؤ في أدوارنا وممارساتنا وأفعالنا وأنشطتنا وسلوكياتنا وتحركاتنا , وفي كل ما نطلق عليه مجازا " نضالنا " الوطني .. لنجد إننا بما نفعل , ابعد ما نكون عما يجب ان يكون من قبلنا كرجال عليهم تحمل المسئولية التاريخية لانتشال هذا الوطن وإنقاذ هذا الشعب من هذه الكارثة التي قدر لها ان يعيش فيها منذ عقود نتيجة لرعونة الأداء السياسي لمن حكموا هذا الشعب وهذا الوطن خلال العقود الماضية.
ان لدي إيمان كبير لا حد له , انه لايزال في إمكاننا ان نفعل من اجل هذا الوطن أفضل بكثير مما كان .. كما ان لدي يقين عميق في ان الفرصة لازالت سانحة أمام هذا المجموع الجنوبي الذي ذكرت والذي أوجه له هذه الرسالة , لكي ينتفض على هذا الواقع ( الجامد - البارد ) , ولكي ينتصر على نفسه وعلى حساباته الصغيرة وتكتيكاته العقيمة التي لا يمكن الا ان تعيد إنتاج الماضي بكل صوره وإشكاله المؤلمة والمخزية .
 كما إنني لا اعتقد انه ليس نهاية لطموحاتنا المشروعة ان الله لم يقوض من بين صفوفنا من هو في منزلة ومكانة الزعيم التاريخي " نيلسون منديلا " ليقود المسيرة .. او من هو في منزلة " المهاتما غاندي " ليصيغ ويبلور سلوك شعب في مرحلة نضالية , او من هو في طموحات الزعيم الأفريقي " لوثر كنج " الذي حرر السود في أمريكا بعبارة واحدة : يوجد لدي حلم !! .. فليس شرطا ان يتصدر المشهد النضالي لدينا " زعيم تاريخي " لا يشق له غبار ! .. فهاهي الأمم والشعوب تنطلق في مسيرات ناجحة دونما " زعامات تاريخية " ..ولا " فصيل سياسي قائد او رائد .. أو شرعي " او غير ذلك من مصطلحات الفشل والتخبط والخواء الفكري الذي نعاني منه حاليا . ان الكثير الدول حققت الحرية والاستقلال والاستقرار والتقدم والرخاء دون ان يتحرك أمام عربتها زعيم او رئيس أو صنم او حزب رائد !

ان بداية الطريق الصحيح لمسيرة جنوبية ظافرة , تكمن في ان يتوفر لدينا ككل الإيمان الكبير في ان " مفتاح النصر " هو بين أيدينا جميعا , وان مسئولية معالجة وحل قضية الجنوب في مفهومها الوطني التحرري إنما هي مسئولية جنوبية خالصة لأن أساس وسبب وجودها كقضية وطنية , هو نحن وليس غيرنا. .. علينا ان نؤمن إيمان لا يتزعزع , ان (( 99 % )) من عوامل الانتصار بأيدينا نحن كجنوبيين وليست بيد غيرنا , فلا حاجة لنا نهائيا ان نناشد هذه الدولة او تلك لتتفهم واقع قضيتنا العادلة , ولسنا بحاجة لأن نقنع هذه المؤسسة الدولية او الإقليمية او تلك بعدالة قضية الجنوب .. ولا حاجة بنا لأن نلهث خلف جمال بن عمر الذي يلهث خلف كل شئ في صنعاء لسبب وحيد يتمثل في أنها تفرض " الأمر الواقع " على الجنوب ... الم يقل سلفه – سيئ الصيت – الأخضر الابرهيمي إنني تعاملت في حرب 1994 م , مع " الأمر الواقع " الذي فرضته " صنعاء " على " عدن " ! .. لماذا لا ندرك ونفهم هذه العبارة السهلة .. ونعمل معا من اجل " ان نفرض امراً واقعا "على " صنعاء " من " عدن " .

ان " فرض أمر واقع جنوبي " .. هو البداية الصحيحة التي على أبناء الجنوب ان يسعوا إلى تحقيقها , وهي استحقاق وطني , يتطلب جهدا ذاتيا من مختلف القوى السياسية الجنوبية , على اعتبار ان فرض " أمر واقع جنوبي " سوف يقود حتما إلى ما تنادي به حاليا بعض القيادات الجنوبية من ضرورة ان تتبنى دول مجلس التعاون الخليجي " مبادرة خليجية " لحل قضية الجنوب !! .. في حين ان الحقيقة السياسية تقول ان دول مجلس التعاون الخليجي او المجتمع الدولي لا يمكن ان يتبنى إي مبادرة سياسية لحل قضية الجنوب وفقا لطموحات شعبنا في التحرر والاستقلال الا في حال ان يفرض الجنوبيون أنفسهم أولا وقبل كل شئ " امرا واقعا " على أرضهم .

هذا هو مربط الفرس .. وهذه هي نقطة الانطلاقة الصحيحة والسليمة ,وهذا هو مضمون رسالتي هذه إلى جميع من ذكرت , عطفا على وجود ظروف سياسية على ارض الجنوب تمثل في حقيقة الأمر " فرصة تاريخية " .. أخشى الا تتكرر والتي تتمثل في وجود " إرادة شعبية " لم يشهد لها تاريخ الجنوب مثيلا من قبل حتى في مرحلة النضال من اجل طرد الاستعمار البريطاني !.. فماذا تنتظر هذه النخب أكثر من هذه الفرصة ؟؟
 ان فرض " الأمر الواقع الجنوبي " لن يكون الا من خلال حشد جميع طاقاتنا الوطنية جميعها في مسار نضالي واحد حتى تصبح قوة حقيقية تفرض نفسها ولا يمكن تجاهلها او القفز عليها .. وحشد الطاقات الجنوبية لا يمكن ان يكون الا من خلال ان تتفق هذه القيادات على " ثوابت وطنية " ..قلناها ونقولها وسنقولها مرارا وتكرار ! .. فأي أمة على وجه الأرض قامت وأسست دولتها دون ان تكون لها ثوابتها الوطنية ؟؟؟ .. ان عدم اتفاقنا كجنوبيين على " ثوابت وطنية " سوف يبقي الطريق سالكا لبعض القوى الجنوبية للسفر يوميا إلى صنعاء ! .. وهذا يعني انه سيبقى دائما امرا ملتبسا على الجميع التمييز ما بين معنى " قضية الجنوب " .. ومفهوم " القضية الجنوبية " !.
 لأن مفهوم " القضية الجنوبية " يعني انه يحق للطفي شطارة وللناخبي وزكي .. أن يقلبوا " ملف قضية صعدة " على طاولة مايسمى ب " الحوار الوطني " تماما كما يقلب على نفس الطاولة وبنفس الحق الوطني حميد الأحمر حيثيات " القضية الجنوبية " ! في حين ان مفهوم " قضية الجنوب " تقتضي ان يتحاور حول حيثيات هذه القضية طرفان اثنان .. احدهما طرف من دولة الجنوب والآخر طرف من دولة الشمال .. وشتان مابين هذه وتلك .
إننا بحاجة إلى رجال يبعث بهم التاريخ ليحلوا بين ثنايا سجلاته , مسطرين أروع الملاحم في الرفعة والسمو والعطاء والإيثار والتضحية والنضال والإقدام والإصرار والجلد والمثابرة والصبر والتحمل وسعة الصدر وسعة الأفق ... وإنني بالمناسبة لا اصدق انه لايوجد من بين جميع من أوجه لهم هذه الرسالة من هو جدير بحمل هذه المهمة التاريخية على عاتقه ... فهل من مجيب لهذا الوطن وهذا الشعب أيها الأحرار ؟؟ .. هل من فريق ؟ هل من رجال !! سيقولون نعم نحن لها ... ان من يتحمل هذه الأمانة على عاتقه عليه ان يدرك انه سينجح بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى لسبب واحد فقط .. لأنه سيقف خلفه شعب جبار ... وسوف نكون نحن والكثير من الشرفاء خلفه ومعه مهما كانت التضحيات ومهما عظمت المهام .
ملاحظة ختامية : ستتضمن المقالة الختامية بعض المقترحات العملية لمن تخصهم هذه الرسالة ..
*مقال خاص لصحيفة (عدن الغد )


هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :