السبت، 20 أكتوبر 2012

احتفالات 14 أكتوبر وجلد الذات..!!

الوطن الكويتية\حسن علي كرم
على اليمنيين الجنوبيين توحيد صفوفهم حتى تكون للحراك مرجعية سياسية واحدة

احتفل اهالي جنوب اليمن في الذكرى الـ(49) لثورتهم التي صادفت في 14 اكتوبر الجاري وهي الثورة التي اجبرت الانجليز على الخروج من بلادهم بعد (124) سنة من الاحتلال والاستعمار.
من خلال متابعاتي للحراك الجنوبي، اتصور ان الاحتفال في هذه السنة قد اخذ طابعا مختلفا عن الاحتفالات في السنوات السابقة، ولعل ذلك عائد الى عدة اسباب اولها انتهاء مرحلة علي عبدالله صالح والولوج في عهد جديد وان بدا غير مستقر.

ثانيا تقوية عود الحراك السلمي الذي اخذ ينحو منحى التنظيمي المؤسسي، ثالثا تهديدات صادق الاحمر شيخ مشايخ قبائل حاشد للجنوبيين بالقتال ان رفضوا حضور الحوار الوطني اليمني المزمع انعقاده في الشهر المقبل، ولعل تهديدات الاحمر قد افضت الى تحفيز الجنوبيين واستفزازهم ووقوفهم جميعا على الرغم من التباينات السياسية في صف واحد ضد الاحمر والاستخفاف بتهديداته.
الشيء الآخر غالبية المقالات والكتابات التي سطرت بالمناسبة وبخاصة تلك التي سطرها سياسيون سابقون مثل عبدالله الأصنج وعلي ناصر محمد أو اكاديميين وأساتذة جامعات اخذت الطابع النقدي وجلد الذات، وهذا شيء جيد ان ينقد الشخص نفسه ويُقيم الخطأ من الصواب، فأي عمل مهما صغر أو عظم لكي يسير في المسار الصح يحتاج الى وقفة ومراجعة ومعرفة الخطأ من الصواب، لذا باعتقادي ان الحراك السلمي الجنوبي في مرحلة ينبغي ان يعيد حساباته ويقيم اخطاءه ويوحد صفوفه وان تكون للحراك مرجعية سياسية مؤسساتية واحدة مؤهلة للتحدث والتعبير عن قضية الجنوب سواء على مستوى النضال في الداخل أو الخارج مع الحكومات والشعوب والهيئات السياسية والانسانية الاقليمية والدولية، فالجنوبيون حتى هذه اللحظة متشرذمون وان كانوا يتفقون على حق الجنوب ان يتمتع بثرواته ولكنهم يختلفون في كيفية الانفراد والتمتع بتلك الثروات، فثمة فصائل تدعو للرجوع عن الوحدة وفك الارتباط مع الشمال، وآخرون يطالبون بفك الارتباط ولكن على اساس الصيغة الفيدرالية، وثمة اتجاه ثالث يتمسك بالوحدة اليمنية ويرفض الصيغ الانفصالية (…)!!
هذا التنازع والاختلاف بين القيادات الجنوبية يعيدنا الى عهد الاستقلال والصراع على الكرسي بين رفقاء السلاح، ففي كتاب صدر حديثا يحمل عنوان «الحراك» السياسي في جنوب اليمن (1963 – 1994) اسبابه واهدافه وجذوره التاريخية» لمؤلفه الدكتور سيف الدوري يستعرض المؤلف موجزا لتاريخ الحراك السياسي في الجنوب ما بعد الاحتلال البريطاني له في عام (1839) وقيام الثورة اليمنية في الشطر الشمالي عام (1962) التي قدمت المساعدات للقوى السياسية في الجنوب من اجل استقلاله، ويشير المؤلف الى فترة ما بعد خروج الانجليز واعلان الاستقلال حيث الصراعات السياسية «بين اهل الحكم» والتي اتخذت احيانا طابع التصفية الجسدية بدءا بالاطاحة بقحطان الشعبي اول رئيس للجمهورية (1969) مرورا بالاطاحة بالرئيس سالم ربيع علي عام (1968)، ثم الاطاحة بالرئيس عبدالفتاح اسماعيل عام (1980) واستلام علي ناصر محمد للمناصب الثلاثة (رئاسة الدولة والامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني ورئاسة الوزارة، ثم الصراع بين جناحي علي ناصر محمد وعبدالفتاح اسماعيل والذي اتخذ طابع التصفية الجسدية في مجزرة عام (1986) التي راح ضحيتها عبدالفتاح اسماعيل نفسه»، فالعنف كان احدى سمات الحكم في ذلك البلد الفقير الذي تركه الانجليز بلدا عامرا بالمدنية والنظافة الى التحكم السلطوي وانفراد الحزب الشيوعي (الحزب الاشتراكي اليمني) في السلطة..!!
من هنا اعتقد لكي لا يستنسخ التاريخ الجنوبي نفسه وتستجد الخلافات والمنازعات بين التكتلات السياسية والنضالية المتعددة مثلما كان عليه الوضع في السابق، فلعل من اهم ما تتطلبه المسألة الجنوبية هو توحيد الصفوف وتوحيد الكلمة والايثار، خاصة ان امام الجنوبيين معركة طويلة لتحقيق الذات وفك الارتباط أو اية صيغة بديلة ومرضية ترضى بها كافة الاطراف سواء على المستوى اليمني أو الاقليمي أو الدولي

هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :