جمال جبران
صنعاء جريدة الأخبار اللبنانية
اليوم تمر الذكرى الثامنة عشرة لانتهاء الحرب الأهلية التي دارت بين الشمال والجنوب. لا يزال أهل الجنوب يشعرون بالظلم الذي وقع عليهم بعد انتصار الشمال، فيما الجراح لا تزال مفتوحة
لم يعد الوضع على ما كان عليه في المناطق اليمنية الجنوبية منذ بداية ثورة الشباب. لقد تغير تماماً وبدرجة انتقلت به من رفع صوت الواحد عالياً في مواجهة الرئيس السابق علي عبد الله صالح ونظامه إلى مطالبة صريحة بخروج «الاحتلال الشمالي».
يخرج الشباب هناك على نحو يومي وهم يرفعون العلم السابق لليمن الجنوبي، وصور قادة الحراك الجنوبي، ومنهم حسن باعوم، الذي صار يُعدّ القائد الشعبي لهذا الحراك، كما يخرج الشباب رافعين أصواتهم بشعارات تطالب بفك الارتباط، أو بحق تقرير المصير في صورة أقل حدة من الشعار السابق. ويرون أن النظام الحالي ما هو إلا إعادة انتاج للنظام القديم الذي أمعن في انتهاك حقوق الجنوبيين، وبدد ثرواتهم واستحل أرضهم.
يقول الشاب العدني علاء (18عاماً)، إنه لم يعش في زمن حكم الحزب الاشتراكي اليمني، لكنه دائماً ما يسمع من أبيه عن الرخاء والأمان اللذين كان المواطن الجنوبي يعيش فيهما. وأوضح في حديث مع «الأخبار» أنه يكفي أن يرى والده وهو عاطل من العمل منذ نهاية حرب 1994، التي انتهت بهزيمة الاشتراكيين واحتكار الحكم في يد المؤتمر الشعبي العام، قبل أن يضيف «نريد لهذا الظلم أن ينتهي، وأن نسترد حقوقنا».
ويؤكد علاء أن كون الرئيس الحالي، عبد ربه منصور هادي، ينحدر من المناطق الجنوبية، وكذلك رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة، لا يكفي، ولا يقول إن الجنوب قد استرد حقوقه، مضيفاً «فمن يحكم بشكل فعلي ومن يمسك بمفاصل الدولة بشكل فعلي هم نافذون ينتمون إلى المحافظة الشمالية». ويذهب البعض إلى الحديث عن وجود معطيات أبعد من مجرد المطالبة بالحقوق الجنوبية المنهوبة. ويقولون إن هناك فوارق ثقافية كبيرة بين الشمال والجنوب، وهو ما أدى إلى عدم حدوث أي تقارب وحصول الحرب الأهلية بينهما. ويوضح الباحث أحمد الدهبلي، أن الاستعمار البريطاني الذي كان قائماً في الجنوب، هو الذي غرس مبادئ الحياة المدنية والحريات الشخصية واحترام حقوق المرأة والتعايش على مفاهيم سلمية خالصة، فيما عاش اليمن الشمالي، تحت حكم إمامي متخلف، قام بتكريس قيم القبيلة واستخدام السلاح كوسيلة لحل الخلافات بين الناس. وأكد الدهبلي لـ«الأخبار» أن هذا الأمر عمّق حجم الخلاف بين الطرفين.
هذا على المستوى العام، أما على المستوى السياسي، فقد ساعد خلع الرئيس علي عبد الله صالح على بداية جلوس الأطراف المختلفة على طاولة واحدة، لتحديد آلية يجري من خلالها إجراء حوار وطني شامل يمكن الخروج منه بحلول لمعالجة آثار حرب صيف 1994 وفتح صفحة جديدة في الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد.
ففي القاهرة، جرت خلال الأيام الماضية حوارات جمعت بين قوى وأطراف سياسية من حزب المؤتمر الشعبي العام، وأطراف من أحزاب اللقاء المشترك في ما سمي لجنة التواصل، التي تقع على عاتقها مهمة إجراء اتصالات مع القيادات الجنوبية المقيمة في الخارج، مثل الرئيس حيدر أبو بكر العطاس والرئيس علي ناصر، إضافة إلى الرئيس علي سالم البيض، لكن الأخير رفض المشاركة في هذه اللقاءات مقدماً عدداً من الشروط كي يقبل المشاركة. وقد أثمر التواصل بين اللجنة والعطاس وناصر، بحسب مصادر مطلعة، الخروج بإشارات إيجابية تشير باتجاه إمكان الدخول في حوار وطني شامل والجلوس على طاولة واحدة. وفي السياق، كان الحزب الاشتراكي اليمني قد تقدم بعدد من النقاط مثّلت رؤيته بهدف الخروج بحل لما يسمى «القضية الجنوبية». ومن هذه النقاط ضرورة إلغاء ثقافة تمجيد الحروب الأهلية، والدعوة إلى الثأر والانتقام السياسي في مناهج التعليم، ومنابر الإعلام والثقافة، وإزالة مظاهر الغبن والانتقاص والإقصاء الموجهة ضد التراث الثقافي والفني والاجتماعي، ورد الاعتبار إلى التاريخ السياسي للجنوب، الذي تعرض للطمس والإلغاء بعد حرب 1994.
كذلك تحدث عن «توجيه اعتذار رسمي إلى أبناء الجنوب لما لحق بهم من أضرار جراء حرب 1994، ولما نالهم من قهر ومعاناة جراء السياسات التدميرية التي اتبعها النظام بعد الحرب»، كما شدد على أهمية إعادة الممتلكات والأموال التي جرى الاستيلاء عليها بعد حرب 1994، سواء كانت خاصة بالأفراد أو الأحزاب أو النقابات أو الدولة، ووقف إجراءات البسط والاستيلاء على الأراضي، واستعادة ما صرف منها بدون وجه حق، وإعطاء الأولوية في الانتفاع من الأراضي بها لأبناء المحافظات الجنوبية.
يخرج الشباب هناك على نحو يومي وهم يرفعون العلم السابق لليمن الجنوبي، وصور قادة الحراك الجنوبي، ومنهم حسن باعوم، الذي صار يُعدّ القائد الشعبي لهذا الحراك، كما يخرج الشباب رافعين أصواتهم بشعارات تطالب بفك الارتباط، أو بحق تقرير المصير في صورة أقل حدة من الشعار السابق. ويرون أن النظام الحالي ما هو إلا إعادة انتاج للنظام القديم الذي أمعن في انتهاك حقوق الجنوبيين، وبدد ثرواتهم واستحل أرضهم.
يقول الشاب العدني علاء (18عاماً)، إنه لم يعش في زمن حكم الحزب الاشتراكي اليمني، لكنه دائماً ما يسمع من أبيه عن الرخاء والأمان اللذين كان المواطن الجنوبي يعيش فيهما. وأوضح في حديث مع «الأخبار» أنه يكفي أن يرى والده وهو عاطل من العمل منذ نهاية حرب 1994، التي انتهت بهزيمة الاشتراكيين واحتكار الحكم في يد المؤتمر الشعبي العام، قبل أن يضيف «نريد لهذا الظلم أن ينتهي، وأن نسترد حقوقنا».
ويؤكد علاء أن كون الرئيس الحالي، عبد ربه منصور هادي، ينحدر من المناطق الجنوبية، وكذلك رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة، لا يكفي، ولا يقول إن الجنوب قد استرد حقوقه، مضيفاً «فمن يحكم بشكل فعلي ومن يمسك بمفاصل الدولة بشكل فعلي هم نافذون ينتمون إلى المحافظة الشمالية». ويذهب البعض إلى الحديث عن وجود معطيات أبعد من مجرد المطالبة بالحقوق الجنوبية المنهوبة. ويقولون إن هناك فوارق ثقافية كبيرة بين الشمال والجنوب، وهو ما أدى إلى عدم حدوث أي تقارب وحصول الحرب الأهلية بينهما. ويوضح الباحث أحمد الدهبلي، أن الاستعمار البريطاني الذي كان قائماً في الجنوب، هو الذي غرس مبادئ الحياة المدنية والحريات الشخصية واحترام حقوق المرأة والتعايش على مفاهيم سلمية خالصة، فيما عاش اليمن الشمالي، تحت حكم إمامي متخلف، قام بتكريس قيم القبيلة واستخدام السلاح كوسيلة لحل الخلافات بين الناس. وأكد الدهبلي لـ«الأخبار» أن هذا الأمر عمّق حجم الخلاف بين الطرفين.
هذا على المستوى العام، أما على المستوى السياسي، فقد ساعد خلع الرئيس علي عبد الله صالح على بداية جلوس الأطراف المختلفة على طاولة واحدة، لتحديد آلية يجري من خلالها إجراء حوار وطني شامل يمكن الخروج منه بحلول لمعالجة آثار حرب صيف 1994 وفتح صفحة جديدة في الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد.
ففي القاهرة، جرت خلال الأيام الماضية حوارات جمعت بين قوى وأطراف سياسية من حزب المؤتمر الشعبي العام، وأطراف من أحزاب اللقاء المشترك في ما سمي لجنة التواصل، التي تقع على عاتقها مهمة إجراء اتصالات مع القيادات الجنوبية المقيمة في الخارج، مثل الرئيس حيدر أبو بكر العطاس والرئيس علي ناصر، إضافة إلى الرئيس علي سالم البيض، لكن الأخير رفض المشاركة في هذه اللقاءات مقدماً عدداً من الشروط كي يقبل المشاركة. وقد أثمر التواصل بين اللجنة والعطاس وناصر، بحسب مصادر مطلعة، الخروج بإشارات إيجابية تشير باتجاه إمكان الدخول في حوار وطني شامل والجلوس على طاولة واحدة. وفي السياق، كان الحزب الاشتراكي اليمني قد تقدم بعدد من النقاط مثّلت رؤيته بهدف الخروج بحل لما يسمى «القضية الجنوبية». ومن هذه النقاط ضرورة إلغاء ثقافة تمجيد الحروب الأهلية، والدعوة إلى الثأر والانتقام السياسي في مناهج التعليم، ومنابر الإعلام والثقافة، وإزالة مظاهر الغبن والانتقاص والإقصاء الموجهة ضد التراث الثقافي والفني والاجتماعي، ورد الاعتبار إلى التاريخ السياسي للجنوب، الذي تعرض للطمس والإلغاء بعد حرب 1994.
كذلك تحدث عن «توجيه اعتذار رسمي إلى أبناء الجنوب لما لحق بهم من أضرار جراء حرب 1994، ولما نالهم من قهر ومعاناة جراء السياسات التدميرية التي اتبعها النظام بعد الحرب»، كما شدد على أهمية إعادة الممتلكات والأموال التي جرى الاستيلاء عليها بعد حرب 1994، سواء كانت خاصة بالأفراد أو الأحزاب أو النقابات أو الدولة، ووقف إجراءات البسط والاستيلاء على الأراضي، واستعادة ما صرف منها بدون وجه حق، وإعطاء الأولوية في الانتفاع من الأراضي بها لأبناء المحافظات الجنوبية.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق