الخميس، 12 يوليو 2012

الجنومحسنية والسطو حتى على القضية الجنوبية

بقلم : علي البخيتي
صنعاء - لندن " عدن برس
مرت ذكرى النكبة في الجنوب وكنا نأمل أن يستغلها المشاركون في صناعتها يوم 7 / 7 / 1994 م ليعتذروا ويعلنوا مبادرات جدية وعملية يتم بموجبها اعادة الحقوق والتراجع عن كل النتائج التي أفضت اليها غزوة الجنوب .
عقلية الفيد نفس العقلية , قبل وبعد الثورة الاخيرة ,
لم تتغير , بل ازدادت جشعاً , فبعد عدة محاولات لجر الجنوبيين الى حوار دون التمهيد له بخطوات تجعل المشاركين فيه على قدم المساواة , لجأت عقلية الفيد الى طريق أسهل وأقل كلفة وهو السطو على القضية الجنوبية نفسها , والتحدث باسمها ونيابة عنها تحت عنوان جديد " القضية الجنوبية قضيتنا " بمعنى يتجاوز المثل القائل " يقتل القتيل ويمشي في جنازته " فلم يعد الأمر يقتصر على المشي في الجنازة بل يريدون رفعها بأنفسهم ليضمنوا حتى طريقة دفنها .
هذه براءة اختراع جديدة ومشابهة الى حد ما لاختراعي علاج الإيدز وحل الملف الاقتصادي والذي بشر بهما أحد أقطاب تحالف عام 1994 م .
للأسف يتم استخدام شباب الساحات ليرفعوا شعارات لا يعرفون مدلولاتها , رفعوا شعار " اسقاط النظام العائلي " وهم لا يدركون أن المقصود منه هو اخراج علي محسن وغيره من المطالبة بالرحيل , رفعوا شعار " القضية الجنوبية قضيتنا " دون أن يعرفوا أنهم بذلك يساهموا في السطو على القضية الجنوبية .
بعض أقطاب تحالف 94 م وبعد أن نهبوا الشجر والحجر والأخضر واليابس في الجنوب يحاولون الآن نهب القضية , ليشحتوا باسمها , وليرسموا لها المطالب ويشرعنوا منهوباتهم في الجنوب , اصيبوا بالرعب من الحراك فحاربوه من داخله اما عبر الدفع بالبعض الى التطرف في المطالب التي وصلت أحياناً الى العنصرية أو عبر جر الحراك الى العنف .
استطاع النظام في عام 94 م اقصاء الجنوبيين من السلطة ليس بقواته فقط إنما استغل الانقسام الذي كان قائماً منذ أحداث يناير 86 م المأساوية , فجعل الجنوبيين يقاتلون بعضهم , وهذا هو ما أصابهم في مقتل وسهل اخراجهم من السلطة , اليوم يتكرر نفس المشهد مع الحراك الجنوبي عبر تَمكن علي محسن الأحمر ومن ورائه الإصلاح من استقطاب بعض قيادات الحراك امثال الناخبي , وجعلهم واجهة لمهاجمة الرئيس السابق / علي سالم البيض , في محاولة لتشويه صورته بسبب رفضه للمبادرة والحوار , يريدون منه أن يحاورهم ومنزله ما زال منهوباً , يريدونه أن يعود الى عدن ويرى بأم عينيه منزله يدخله ويخرج منه قبائل الفيد والغنائم .
لا يمكن للجنوبيين أن يدخلوا حواراً قبل تحقق شرطين أو أحدهما على الأقل , الشرط الأول هو تشكيل حكومة " تكنو قراط " من شخصيات مستقلة مشهود لها بالكفاءة والنزاهة , حتى لا تعرقل الأطراف المشاركة في الحكومة الحالية الحوار , لأن نجاح الحوار معناه اقرار قانون انتخابات جديد وعمل انتخابات في نهاية الفترة الانتقالية , وهذا قد يؤدي الى الإطاحة بالكثير من مراكز القوى التقليدية , الشرط الثاني هو عزل القادة الأربعة الكبار وهم علي محسن وأحمد علي وعلي الآنسي وغالب القمش ليتم تحييد الجيش والأمن عن طاولة الحوار , وبغير هذين الشرطين أو أحدهما على الأقل فدخول الجنوبيين الحوار خطأ كبير كخطأ دخولهم الوحدة بتعجل دون تفهم دوافع وأجندات الطرف الآخر .
كما أن استمرار انقسام القيادات الجنوبيين سيضعف موقفهم أمام المواطنين في الجنوب وأمام الدول الإقليمية ودول العالم الأخرى , وسيعطي مبرراً لبدء الحوار بدونهم وبشرعية دولية وتغطية من بعض الشخصيات الجنوبية " الجنومحسنية " - أمثال الناخبي -نسبة الى علي محسن .
على الجنوبيين أن يعوا المرحلة جيداً وأن يفهموا متطلبات الخارج في اليمن وأن لا يزايدوا بشعارات لا تجد لها من يتبناها , عليهم ان يتوصلوا الي صيغة مشتركة تمثل الحد الأدنى من المطالب ولو تحت سقف الوحدة , ليضعوا الأطراف في الشمال أمام اختبار حقيقي .


albkyty@gmail.com
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :