السبت، 7 يوليو 2012

عن ثورتين.. ثورة في الجنوب ألهمت ثورة في الشمال

  مارب برس

بقلم : أحمد الشلفي

مراسل قناة الجزيرة في اليمن

لابد من الاعتراف بثورة الحراك السلمي الجنوبي التي انطلقت في 2007م وكانت بدايتها من عدن .ثم في حضرموت ثم اشتعلت لتعم الجنوب كله حتى الفين واحدعشر ومابعدها حيث بدأت الثورة الشعبية السلميه في تعز وصنعاء وقبلها عدن لتعم ارجاء اليمن كلها.
ثورة الحراك السلمي في الجنوب كانت الهام لليمنييين جميعا

كانت الوسائل السلميه غريبة على المواطن الشمالي وثقافته.. وكان الجنوبي في عدن وحضرموت ولحج والضالع وابين وعدن وشبوه يبتكر الادوات السلميه التي عرفناها فيما بعد في ثورتنا الشعبية السلميه.
رأينا الاعلام الشطرية ترفرف كاحتجاج سلمي.
شاهدنا المظاهرات السلميه بعشرات الآلاف في مدن الجنوب وكنت اعجب كيف يتقاطر الجنوبيون من الريف ايضا.
شاهدنا جنائز الشهداء
شاهدنا الجرحى والمعتقلين وكان النظام يزيف الحقائق ويقول انهم كانوا مسلحين كما كان يقول عن ثورة فبراير 2011.
قتل النظام متظاهرين بحجة انهم يحملون اسلحه والحقيقة انهم كانواعزل وسلميين .
شكل النظام بلاطجة من مناطق معينه وسلحهم ومنحهم اموالا لقتل المتظاهرين في المحافظات بحجة انهم انصار الوحده
اعتقل النظام مئات بل آلاف من المتظاهرين والنشطاء .
قاومت الثورة السلميه في محافظات الجنوب كل اشكال الاقصاء والعنف والكبت المسلح وغير المسلح..ونجحت في الوصول الى هدفها وهو التعريف بقضيتها وحركت الراكد السياسي والاعلامي والاقليمي والدولي وهدف اي حراك او ثورة سلميه هو التعريف بالقضية وايصالها للناس
وبغض النظر عن مطالبها..فان من اهداف الثورات السلميه رفع سقف مطالبها للوصول الى ما تريد.
كانت ثورة الجنوب السلميه هي الالهام للثورة السلميه في فبراير 2011وجعلت الكثير من الاعلاميين والسياسيين في العالم يتنبأون بسقوط نظام المخلوع صالح قبل اي نظام
نجح النظام في تحويل صورة الثوار السلميين في الجنوب من الشكل السلمي الى المسلح اذ سعى بطرقه الى تسليح البعض من اعوانه.. وتلفيق اخبار كاذبه للمتظاهرين وانتج في ذلك الوقت عشرات الصحف والمواقع والوسائل الاعلاميه ولاحق الصحفيين واوقف الصحف وفعل كل ما بوسعه لكن الثورة السلميه في الجنوب لم تهدأ.


كان هذا هو السبب منذ عام 94
اقصي الجنوبيون من مناصبهم
سرح الاف العسكريين الى البيوت
طرد كثيرون خارج البلاد
اممت المصانع والشركات وبيع بعضها وشرد الالاف من موظفيها
نهبت الاراضي وسلبت
استحدث قانون امني في المحافظات الجنوبيه.
اصبح المواطن الجنوبي ..مواطن درجة ثالثه.
ثم قيل لنا اننا في دولة الوحده وانه لاحل للامر . اما الوحدة واما الموت . . اما ان يظل نظام قذر على رؤوسهم يقتلهم ويسلبهم حريتهم وينهب حياتهم بحجة الوحده.. واما ضياعهم الابدي
من غير المقبول اليوم وبعد قيام ثورة عظيمه في اليمن شماله وجنوبه ان نسمع شخصا يقول "اما الوحدة او الوحده .
من غير المعقول بعد كل هذه التضحيات ان يمارس على اخوة الوطن اساليب النظام السابق ويمنعون عن التعبير بكل اشكاله
اذا لم يشرق عصر الثورة على الجنوبيين .. اذالم تلب مطالبهم ويتحملها الجميع فليست ثوره
لقدجائت الثورة السلميه في فبراير 2011لتكون واحدة من ثمار صبر الجنوبيين وجلدهم..ونفسهم الطويل.
من 2007الى 2010 استمر الجنوبيون في مظاهراتهم واشكالهم الاحتجاجيه دون كلل وملل بشكل مستمر وخلال ثورة فبراير 2011 ومابعدها
ولطالما كنت استغرب واعجب من الصبر والقوة والاصرار لهذه الثورة التي استمرت كل هذه السنوات..ولازال مشهدها متقدا رغم ان البعض بدأيتحدث عن انهاك وارهاق للثورة الشعبية السلميه وطول وقت.
واليوم وبعد ان اصبح للجنوبيين مطالب واضحه وثورة تحتفي بخروجهم السلمي الاول وتعترف بشرعية مطلبهم فانني اقول
كيف يمكن اقناع الجنوبيين بأنه حدث تغيير فعلا وان الوحده ضروره. .اذا كان من تسبب في مأساتهم لازال في هيئات الدولة ومؤسساتها وسيشاركهم في الحوار..
اي حوار هذا الذي لا يحترم حتى مشاعرهم ويلبي مطالبهم في ابعاد من كانوا سببا في ألمهم طوال 22عاما من مناصبهم ومحاسبتهم ومحاكمتهم امام القضاء.
بصراحه لا ادري كيف يمكن قبول ذلك دون محاسبة المتسببين. انا مع مطالب الجنوبيين وحقهم في محاسبة هؤلاء وليس في الحوار معهم
للجنوبيين شهداء هم اهلنا.. ولهم جرحى هم ابناؤنا ..ولهم يتامى وارامل ولهم حقوق سلبت
على مدى خمسة اعوام كنت اغطي مظاهرات ذهبت لعدن اكثر من مره واحتجزت هناك وفي الضالع تعرضت وطاقمي لمحاولة اعتداء وفي حضرموت احتجزنا في الفندق ومنعنا من العمل وفي ابين احتجزنا في الامن المركزي
قلت هذا لأوضح بانني شاهدت المسيرات وغطيتها وكانت بعشرات الالاف في كل هذه المناطق في حضرموت شاهدت القتلى وفي عدن وفي الضالع وفي لحج. .آلاف المعتقلين من ابناء الجنوب دفعوا الثمن.
كيف يمكن اقناعهم اذن ان يتخلوا عن مطالبهم بالانفصال والاكتفاءبتقديم نقاط بمطالبهم الحقوقيه. .دون محاسبة المتسببين
من يطرح فكرة الحوار معهم مع استبعاد مطالبهم في محاسبة من كانوا السبب فأنه يتيح الفرصة لتأجيج نار الانفصال ولا يحل المشكلة وانما يؤججهاويبقي على الوضع كما كان
ينبغي الاعتراف بان الجنوبيين كان لديهم ثوره..وينبغي الاعتراف بمطالبهم. ويجب قبل كل شيء معاقبة من تسبب في آلامهم وآلام اليمن.. ثم يأتي بعد ذلك الحوار
أحمد الشلفيashalfi@yahoo.com
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :