الأحد، 1 يوليو 2012

الأحمر الصغير والقضيه الجنوبيه ومنزل البيض !

صدى عدن / خاص : كتب : المحرر السياسي

 
هناك بالفعل سُخْفٌ مُركَّب وثلاثي الأبعاد حين يتعلق الامر بمصالح الشعوب عامة ، وهناك خُبثٌ فَطِنٌ ، وقدرة نادرة لسلب كل الحقوق ، وهناك جشع لا تاريخ لمثله للمال والسلطه.   
هكذا يعلم الجميع عن خصائص الشخصيه القياديه في القبيله الشماليه وعن الشخصية السياسيه الآتيه من تلك البيئة القبليه ، او على الاقل هذا ما عرفه الجنوب من كل الذين تعامل معهم وعرفه الشعب من خلال فنون الفيد والبسط والاحتراب اللانهائي لسلب حقوق الدولة والمواطنين.
وكان التاريخ اليمني بعد الوحدة المغتصبه يعرف حجم الحُمر رآسةً ومشيخةً
، لقد كان اكثر الالوان عنجهيةً وغروراً واستقواء بالسلطة والجاه والمال وداست سنابك أقدامهم السوداء السواد الأعظم من الشعب ونهبَتْ الارض ومن عليها بعد ان اغتصبوا السلطة والاحزاب والقبيله والناس اجمعين.
ألحُمْر اكثر الاوان التي ما مرَّ إسم أيٌ منها امام الشعب في الجنوب الا ولحقته لعنات تخرج كالجمر من الصدور المقهورة
والجنوب لا يفرق بين احمد وحميد لان كليهما طرَفُ حبلٍ يطوق عنق الجنوب بأسره ، وحين يختصمان يدرك الجنوب انهما لا محالة على وفاق وتحالف مستميت ضده وانه الخاسر الوحيد إن اغفل حقيقة التاريخ بأن أسرة الاحمر ومعها قيادات دينيه كانت وراء قتل الجنوب واحراقه ونهبه منذ حرب الاحتلال الملعونه في ٩٤.
الان وبعد ان استكملوا سرقة الثوره وتم تسوية الارضيه السياسيه في صنعاء لاعادة انتاج النظام برموزٍ قبليه من ذات الجسد وذات الروح مع تبادل الادوار ، يتجهون جنوباً.. بكل ثقلهم باعتبار الجنوب الشعب الصغير والارض الغنيه التي يجب ان يطول نهبها واستملاك مواردها وتحويل اهلها الى توابع لا هوية لهم او كما يعتبرونهم دوماً ( شُذاذ الآفاق ) لا اصول لهم ولم يتناسلو من الجينات الحمراء او الزرقاء التي انجبت سلالات المشائخ ، آفة البلد العظيمه.
الان يكرمنا الأحمر الصغير ، في إحدى مقابلاته الاخيره ، باستعداده لاعادة منزل الاخ علي سالم البيض ، المنهوب في عدن ، وهذا حسب ادراكه المتواضع تضحية هائله يقدمها من اجل استمرار وحدته وكأن الجنوب يقع في ( حوش) مبنى منزل البيض .. ما ان يُعيده حتى يزغرد الناس فرحاً وتعود الارواح للتوحد.
مُضْحكٌ حتى الوجع ويدعو (للهيستيريا الكوميديه ) ان وُجِدَ مثلها في التراث الأدبي ، كما يدعو الى الاستهجان بهذا الرُخص في نوع التفكير والتضليل وتسويق الزيف والتزييف.
هل يستطيع الحمران والصفران ان يُعيدوا للجنوب دماء ابنائه وارواحهم التي ازهقوها وهل يستطيعون إعادة الزمان وطبيعة الوجدان الذي تمتع به ابناء الجنوب تجاه الوحده ودفعوا كل شي في حياتهم من اجل ذلك.. هل يستطيعون اعادة الكرامة والكبرياء والحقوق ويعيدون للارض تضاريسها الاولى ومسيرات الاجيال الماضيه التي هتفت للوحده وضحت لها ، هل يستطيعون وهل يستطيعون ؟ قل للزمان ارجع يازمان .
ولن يعود شيء من ذلك القبيل لان التاريخ علمنا اكثر مما يجب ودرَّسنا دروساً توقظ الموتى وتشحن الجماد بالحياة المستدامه.
لن يعود شيء سوى الجنوب فهو وحده من يعود لأصحابه .
ويمضي التزييف عند الملياردير حميد الاحمر ليشمل حتى تاريخ الحراك وشهدائه حيث يبدا الحراك عند الاحمر الصغير منذ ٢٠١١ واول شهيد كان في ذلك التاريخ وربما نسي الاحمر ان يؤكد ان اول الشهداء كان من حزبه ( الطائر) الاصلاح ولا غضاضة في ذلك فالشعب يفهم ان من سرق الارض وتضخَّمَ ثراءاً ونفوذاً ليسرق الثوره المبتسره يخطط الان ليسرق الحراك.
لهذا نقول للأحمر الصغير ان الجنوب يقع الان خارج جمجمتك المحشوة بالطموح والطمع وخارج يدك ويد أخيك اللدود احمد وشركائكم أجمعين .
والجنوب ذهب ولن يعود ثانية الى وكر الشياطين وخبثهم ودهاء الاحتيال لن يعود الى صناديقكم السحريه ولن ينصت لخطاباتكم التي تسوقونها بوقار الذئب الذي اشبع جوفه من دماء فريسته وعاد يتكلم بالحكمة والموعضه ، لن يعود الى عصبةٍ تمرست عبر التاريخ في الاحتيال على الدين والمبادئ والأخلاق .
والجنوب لن يعود سوى لأهله بعد اكثر التجارب مرارة في تاريخه السياسي والانساني وسيعود جديداً حراً متجرداًمن كل شوائب التاريخ وآلامه .
ومن يصدق أن حميد وآل الاحمر قد إغتسلوا من سواد تاريخهم وقد مرَّت بهم ليلة القدر واصبحوا ديمقراطيين ولبراليين ويتحدثون بالحق ويعملون من اجل بلادهم .. من يصدق ذلك فعليه ان يُراجع طبيباً نفسياً قبل ان يعيد قراءة التاريخ .
تُباً للأيادي السوداء الملطخه بدماء الجنوب اينما وُجدت ويا ابناء الجنوب كونوا عند مستوى التوافق لدرء المخاطر وردع كل من يحاول جر الجنوب الى حظيرة البؤس والموت البطيء ثانيةً ، لان ذلك سيكون اكثر الروايات مأساوية منذ اصحاب الكهف وحتى اصحاب الفيد الحديث .
هل أعجبك الموضوع:

ليست هناك تعليقات :